وتقول منظمة الصحة العالمية، إن عدداً يراوح بين 10% و20% ممن ينجون من براثن مرض كوفيد19 يعانون أعراضاً على المديين المتوسط والطويل، تشمل ضيق التنفس، والإجهاد، وتعطل وظائف بعض الأعضاء. وقال فوتشي، إن تقديرات عدد المصابين بكوفيد المزمن في الولايات المتحدة يراوح بين 7.5 مليون نسمة إلى نحو 23 مليوناً. وزاد، أن نحو مليون أمريكي باتوا خارج قيد القوى العاملة بسبب كوفيد المزمن. ووصف ضخامة تلك الأعداد، في الولايات المتحدة والعالم، بأنها «مشكلة حقيقية». وتزداد المشكلة تعقيداً بسبب عدم وجود فحص يؤكد تشخيص الإصابة بكوفيد المزمن. فضلاً عن أن أسباب هذا المرض غامضة، وتشكل تحدياً غير مسبوق بالنسبة إلى العلماء، ومزودي الخدمة الصحية، وبالنسبة إلى السياسيين أيضاً. وأوضح فوتشي، أنه جرت العادة أن يذهب الشخص الذي يشعر بالإجهاد إلى الطبيب فيخضعه لفحص الأشعة السينية، أو المقطعية، فيجد شيئاً يتيح له القول للمريض، إن هناك التهاباً هنا أو هناك هو سبب الإجهاد. لكن المسألة بالنسبة إلى كوفيد المزمن ليست كذلك. وزاد: نحن لا نعرف آلية تكون الضباب الدماغي (Brain Fog). لا نعرف لماذا يمكن أن يكون الشخص الذكي المفعم بالطاقة والحيوية يصبح فجأة غير قادر على التركيز لأكثر من نصف ساعة أو أقل. ولا نعرف لماذا يمكن أن يفقد رياضي نشط قدرته على ممارسة تمارينه الرياضية المعتادة. وخلص إلى أن «تلك الأشياء كلها أسرار غامضة نأمل بأن يتاح لنا كشف غموضها في المستقبل القريب. ولكن هناك من الأسئلة التي لا تجد إجابات أكثر من الأسئلة التي تتوافر إجابات عنها». وقال: «إن السؤال الذي كثيراً ما يوجّه الينا هو: ما العمل في مثل هذه الحالات؟ وبصفتي طبيباً وعالماً أقول لا يمكنك أن تعرف شيئاً عن شيء قبل أن تعرف الآفة التي تسببه. ونحن لا نعرف تلك الآفة حتى الآن. تلك هي المشكلة». وتسعى المعاهد القومية للصحة، حيث يتولى فوتشي منصب مدير المعهد القومي للحساسية ومكافحة الأمراض المُعدية، والمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها، إلى محاولة حل هذه المشكلة من خلال أبحاث موسعة تضطلع بها. يذكر أن الدكتور أنطوني فوتشي هو أحد أشهر الوجوه العلمية العالمية منذ أن اندلعت نازلة فايروس كورونا الجديد في أواخر سنة 2019 في ووهان بالصين.
موديرنا تتيح لقاحها المحدّث لفقراء العالم
أعلنت شركة موديرنا الدوائية الأمريكية الليل قبل الماضي موافقتها على توفير جرعتها التنشيطية المحدّثة المصممة لمكافحة سلالة أوميكرون للمبادرة العالمية لتوفير اللقاحات للدول المتدنية المداخيل. وقالت الشركة، إنها ستلغي اتفاقها مع مبادرة «تحالف غافي»، التي تمنحها بموجبها كميات من لقاحها الذي يستهدف السلالة الأصلية للفايروس، لتزودها بدلاً من ذلك بالجرعة التنشيطية المحدّثة، بحدود 100 مليون جرعة بأدنى سعر ممكن، اعتباراً من سنة 2023. وكانت مبادرة غافي زودت 146 دولة بنحو 1.79 مليار جرعة لقاح، منها 186 مليون جرعة من لقاح موديرنا الأصلي. ويعني الترتيب الجديد أن المبادرة ستحصل على الجرعة المحدثة للقاح موديرنا التي تستطيع توفير حماية من كلتا السلالتين الأصلية وأوميكرون. ووصف الرئيس التنفيذي لـ «غافي» الاتفاق الجديد مع موديرنا بأنه خطوة حاسمة لتحقيق وصول عادل للفقراء إلى اللقاحات الحديثة المضادة لفايروس كورونا الجديد. وفي سياق ذي صلة؛ أعلن معهد الأمصال الهندي أكبر مصنع للقاحات في العالم أمس أنه سيقوم بتصنيع ما يراوح بين 20 ألفاً و30 ألف جرعة من لقاح تجريبي يستهدف فايروس إيبولا بحلول نهاية نوفمبر القادم، لاستخدامها لكبح تفشي إيبولا الراهن في يوغندا. وتواجه يوغندا محنة حقيقية في أتون عدم وجود لقاح معتمد ضد السلالة السودانية من فايروس إيبولا. وتأكد حتى الآن وجود 54 إصابة إيبولا في يوغندا، نجمت عنها 19 وفاة الشهر الماضي. وتم رصد أول إصابة في العاصمة كمبالا الأسبوع المخاضي. وكان لقاح ضد السلالة الزائيرية من فايروس إيبولا أثبت نجاعة مؤكدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية. ونجح علماء جامعة أكسفورد، بالتعاون مع شركة أسترازينيكا الدوائية العملاقة، في تطوير لقاح فعال ضد السلالتين الزائيرية والسودانية من فايروس إيبولا، بحسب بيانات المرحلة الأولى من تجاربه السريرية. وقال مطوروه، إنهم يرون ضرورة توزيعه في يوغندا واعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من التجارب السريرية على هذا اللقاح الجديد.