كيف أثرت سياسة الديمقراطيين تجاه الحرب في غزة على الناخبين ا


06:10 م


الخميس 22 أغسطس 2024

الولايات المتحدة – (ا ش ا)

رأت مجلة “فورين بوليسي” أن السياسة التي يتبعها الحزب الديمقراطي الأمريكي تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قد تحول دون حصوله على أصوات العرب والمسلمين في الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في شهر نوفمبر المقبل.

وأشارت المجلة في سياق تحليل لها بعنوان “سياسة الديمقراطيين تجاه غزة تنفر الناخبين العرب الأمريكيين” خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيجان الأمريكية في فبراير الماضي، وجهت حركة “غير ملتزم” رسالة بسيطة للرئيس الأمريكي جو بايدن، مفادها أن: “يجب عليك أن تنفذ حظر الأسلحة على إسرائيل، وإلا فلن نصوت لك”، مما قد يتسبب في خسارة بايدن أو خليفته الحالية كمالا هاريس، لإحدى الولايات المتأرجحة الرئيسية في انتخابات نوفمبر المقبل.

ووفقا للتقرير، فقد صوت نحو 100 ألف مشارك في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيجان على “عدم التزامهم” بالتصويت لجو بايدن، بعد حملة لمعاقبة الرئيس الأمريكي على دعمه إسرائيل في حرب غزة.

ولفتت المجلة إلى أن هناك الكثير من الأمريكيين العرب والمسلمين يقطنون في ولاية ميشيجان، الواقعة في الغرب الأوسط، ودعموا سابقا بايدن، وساهموا في فوزه عام 2020.

وكشفت المجلة النقاب عن تأثر الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة على نحو 390 ألف أمريكي من أصل عربي في ميشيجان، والذين أعربوا باستمرار عن احتجاجهم على سياسة إدارة بايدن، واستمرارها في إرسال شحنات الأسلحة غير المقيدة إلى إسرائيل، والتي قد تمكن الأخيرة من ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

واعتبرت المجلة أن استمرار إدارة بايدن في إمداد إسرائيل بالأسلحة، يؤجج سخط وغضب المجتمع العربي والمسلم في ميشيجان ضد الإدارة الأمريكية باعتبارها المسؤولة المباشرة عن الموت والدمار والخراب الذي تستمر إسرائيل في إلحاقه بقطاع غزة.

وحذرت المجلة من أن موجة الغضب من جانب هؤلاء الناخبين، تم توجيها ضد الديمقراطيين، الذين يزعمون أنهم يؤيدون الحقوق الفلسطينية، بيد أنهم غالبا ما يتعاونون مع نظرائهم الجمهوريين المتشددين لحرمان الفلسطينيين من الحريات.

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى تراجع تأييد الرأي العام للحزب الديمقراطي خلال الأشهر الماضية جراء موجة من المعارضة من جانب الفلسطينيين والأمريكيين العرب، فضلاً عن الطلاب المحتجين وغيرهم من الديمقراطيين الذين يعارضون الحرب الإسرائيلية على غزة، وكيفية تأثر استطلاعات الرأي بهذه الموجة، مما أثار تساؤلات حول فرص فوز هاريس، بأصوات ولاية ميشيجان.

ونقلت المجلة عن عدد من الناخبين العرب في ميشيجان، قولهم سينضمون إلى الناخبين “غير الملتزمين”، الذين يحتجون على موقف الحزب الديمقراطي من حرب إسرائيل في غزة. إذا أتيحت لهم الفرصة، في حين قالت شرائح أصغر من الناخبين إنهم قد يمتنعون عن التصويت أو يستكشفون خيارات الطرف الثالث في نوفمبر المقبل.

ورأت المجلة أنه على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير حاليا إلى فوز هاريس بولاية ميشيجان، فلا ينبغي لنائبة الرئيس الأمريكي أن تتيقن من فوزها بشكل مؤكد، فما زال تقدمها ضئيلا، ومن الحكمة ألا تقلل من شأن الناخبين الأمريكيين العرب.

وقد عززت ليلى العبد، الرئيسة المشاركة للحركة الوطنية غير الملتزمة، هذه الفكرة في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو أمس الأول الاثنين، وقالت العبد في مؤتمر صحفي في المؤتمر: إن هاريس معرضة لخطر خسارة ولايات متأرجحة رئيسية”.

وتابعت العبد بالقول لمجلة فورين بوليسي: “في الوقت الحالي، لا يستطيع غالبية الناخبين في ميشيجان … دعم نائبة الرئيس هاريس. ما نحتاجه الآن هو تغيير في السياسة”.

وأشارت المجلة إلى بعض أفراد المجتمع العربي الأمريكي قد يمضون قدما في دعم حركة “غير ملتزم” كفرصة للتعبير عن مخاوفهم من أن هاريس لن تختلف سياستها عن بايدن في قضية تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل.

ومن بين 70 ناخبا عربيا أمريكيا محتملا تحدثوا لمجلة “فورين بوليسي” ، أعرب 65 منهم عن قلقهم من التزامات هاريس تجاه إسرائيل التي سبق وأن تعهدت بها عندما كانت نائبة لبايدن قبل أربع سنوات، حيث صرحت هاريس آنذاك، بأن إدارة بايدن ستواصل تقديم المساعدة العسكرية غير المشروطة لإسرائيل.

وأشارت المجلة إلى أن العديد من الأمريكيين العرب، يعتقدوا أن تعاطف هاريس المزعوم مع الفلسطينيين في غزة لا يترجم إلى تغييرات حقيقية في السياسة تجاه إسرائيل، فعندما التقت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الحالية، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، تحدثت هاريس بصرامة وسلطت الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، كما أعربت هاريس عن دعمها لإنهاء الحرب.

ومع ذلك، بالنسبة للأمريكيين من أصل فلسطيني مثل أمين، الذي طلب حجب أسمه الأخير، فإن فشل هاريس في الضغط على إسرائيل من أجل التغيير يجعلها امتدادًا لسياسات بايدن ومتواطئة بشكل مباشر في معاناة الفلسطينيين.

وقال أمين: “نحن لا نريد مجرد كلمات صارمة، لأن الحياة الفلسطينية ليست شيئا يمكن الاستخفاف به”.

وأخيرا رأت المجلة أن العديد من الناخبين غير الملتزمين يعتقدون أن دعم هاريس للمساعدات العسكرية لإسرائيل لن يتغير ما لم يتم إجبارها على القيام بذلك من جانب الناخبين غير الملتزمين الذين يمارسون ضغوطا سياسية. والأمل هو أن تؤدي مثل هذه الضغوط على الأمد البعيد إلى كسر الوضع الراهن المتمثل في دعم واشنطن الثابت لإسرائيل وترجيح كفة الفلسطينيين.