كيف استقبل سكان شارع الهرم الإغلاق الكلي؟


06:44 م


الخميس 21 أكتوبر 2021

كتبت-رنا الجميعي:

كان صباحًا شاقًا على الجميع، لم تعلم نوال حسين عن إغلاق شارع الهرم سوى ليلة أمس، فوجئت بصديقتها تُرسل لها منشورًا على موقع الفيسبوك يتحدث عن التحويلات المرورية، فما كان منها إلا أنها نامت شاعرة بالقلق من مصير اليوم، وكيف ستذهب إلى عملها الواقع بمنطقة السادس من أكتوبر.

وفي الصباح الباكر قررت نوال أن تستبدل ميكروباص المريوطية الهرم، بالمواصلة التي اتجهت بها إلى المريوطية فيصل، حتى لا تعلق في المنطقة التي أغلقت اليوم.

وقد أعلنت محافظة الجيزة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أنه ابتداء من الساعة 12 صباح اليوم الخميس سيتم إجراء غلق كلي لشارع الهرم وتقاطعه مع طريق المريوطية في الاتجاه القادم من المنطقة الأثرية اتجاه ميدان الجيزة فقط، وذلك في إطار تسليم مواقع محطات الخط الرابع لمشروع مترو الأنفاق بشارع الهرم، للهيئة القومية للأنفاق.

وقد حرصت نوال على الاستعداد لليوم المفاجئ بالنزول قبل موعدها بساعة ونصف، بدلًا من ساعة فقط، وتعرضت الشابة للزحام الشديد الذي كان عليه شارع فيصل اليوم “زحمة مش طبيعية”، حيث استغرق الطريق مدة 20 دقيقة حتى تصل إلى شارع فيصل “بدل ما كنت باخده قبل كدا في عشر دقايق بس”، بالإضافة إلى أنها استغرقت وقت طويل في انتظار مواصلة تصحبها إلى مكان عملها بالسادس من أكتوبر.

الأمر لم يكن سهلًا أيضًا على منى عبدالله التي تسكن بشارع اللبيني، فرغم أنها لا تتعرض مباشرة لمنطقة المريوطية، لكنها حتى تستقل المواصلة الخاصة بها تحتاج للذهاب إلى الموقف الكائن بالمريوطية، عبر مواصلة إضافية لا تستغرق سوى عشر دقائق “لكن الطريق كان زحمة جدًا”، فيما تُشير منى إلى أن اليوم يعتبر إجازة رسمية بمناسبة مولد النبي “طب هنعمل ايه بقى في الأيام العادية”.

عانت منى كثيرًا عند النقطة الخاصة لصعود السيارات باتجاه الدائري “الناس كلها بتحوّل وتروح من طلعة الدائري”، وتقترح الشابة ساخرة “احنا نرجع نشتغل من البيت بقى”.

وقد اعتادت منى سماع كلمة “إغلاق شارع الهرم” منذ أكثر من عشرة أعوام “من أيام مبارك واحنا بنسمع الكلام ده”، لذا أصبحت الجملة اعتيادية، لكنها حملت اليوم جدية أكثر مما كانت تتوقعه الشابة.

ولم تستطع نوال التعامل مع الأمر بسخرية؛ فقد بلغ منها التعب للوصول لعملها اليوم، كما أنها رأت بنفسها الغضب الذي ملأ نفوس الناس اليوم “المشكلة إن الناس متعرفش بإن الإغلاق النهاردة، فحصلت لخبطة وزحمة، والناس كانت بتزعق في بعض”.

بخلاف الشابتين فإن سارة سمير لم تتعرض لتلك الضغوط، فاليوم إجازة بالنسبة لها، لكنها تشعر بالقلق حالما ستنزل لعملها الأحد القادم، وقد احتكّت اليوم ببعض الزحام حينما ذهبت الاتجاه الآخر نحو ميدان الجيزة “الدنيا كانت زحمة وأنا راجعة”، فاضطرت سارة حينها للهروب نحو شارع

ترسا الموازي للهرم.

فيما يعتبر الإغلاق لشارع الهرم تدريجيًا، حيث سيتم إغلاق مناطق أخرى فيه مُستقبلًا للعمل على بقية محطات مترو الأنفاق.

كذلك تحمل نوال همّ الأيام القادمة، فلا تعلم كيف سيكون عليه الزحام في أيام العمل العادية “معرفش لو يوم فيه مدارس الدنيا هتبقى شكلها إيه”.