05:36 م
الإثنين 18 سبتمبر 2023
كتب- أحمد والي:
تتوالى الأخبار المتعلقة بتوسع التكتلات الاقتصادية العالمية خلال الفترة الأخيرة، والتي تعد مصر طرفا فيها، فبعد إعلان ضم 6 دول مؤخرا لتجمع بريكس مؤخرا من ضمنها مصر، أعلنت مجموعة العشرين ضم الاتحاد الأفريقي كعضو دائم فيها والذي تعد مصر أحد أهم أعضائه وبين أكبر الاقتصادات المشاركة فيه.
وتعمل مصر على الاستفادة من الانضمام المباشر أو غير المباشر لهذه التكتلات، في نظير استفادة أعضائها من تواجد مصر فيها والتي تتمتع بسوق كبير وموقع جغرافي يتوسط 3 قارات مهمة هي آسيا وأفريقيا وأوروبا، إلى جانب اتفاقات التجارة الحرة التي تتمتع بتوقيعها مع العديد من البلدان والمنظمات المختلف المجمعة لها.
كانت مجموعة العشرين، لكبرى الاقتصادات المتقدمة والصاعدة في العالم، أعلنت يوم السبت قبل الماضي خلال اجتماعاتها في الهند، موافقتها على حصول الاتحاد الأفريقي على عضوية دائمة بها.
كيف ساهمت مصر في انضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين؟
يرى الخبير الاقتصادي مدحت يوسف أن وجود مصر في الاتحاد الأفريقي مثل أهمية كبيرة في خطوة انضمامه إلى مجموعة العشرين، باعتبارها تمثل جزءا كبيرا من حجم الاقتصاد الأفريقي، كإحدى أكبر ثلاثة اقتصادات في القارة مع نيجيريا وجنوب أفريقيا.
وأضاف يوسف، ل أنه في المقابل لا تستطيع مصر بمفردها الانضمام لمجموعة العشرين بسبب عدم توافر شروط هذا الانضمام، وبالتالي تعد مستفيدة من انضمام الاتحاد الأفريقي للمجموعة، بما يعد انضماما غير مباشر لها إلى هذا التكتل الاقتصادي العالمي؛ فكانت المصلحة متبادلة بين الطرفين: مصر والاتحاد.
كيف تستفيد مصر من هذا الانضمام؟
قال أحمد أبو علي، الباحث الاقتصادي، ل، إن العالم ينظر لأفريقيا حاليا بشكل مختلف، فالقارة الأفريقية تتكون من 54 دولة وتعد سوقا كبيرا جدا يصل إلى أكثر من مليار و200 مليون نسمة يشمل أنواع وفئات عمرية مختلفة، وبالتالي فهو سوق واعد أمام أي مستثمر أو تكتل اقتصادي عالمي.
وأضاف أن مصر بذلت جهودا على مدار الـ 7 سنين الماضية، من أجل تنفيذ رؤيتها المتعلقة بالتحول إلى منصة إقليمية من أجل جذب الاستثمارات والتصنيع المشترك على مستوى السوق الأفريقي، والشرق الأوسط.
وأوضح أبو علي أن التحولات التي قامت بها مصر علي مدار السنوات الماضية من ملف الإصلاح الاقتصادي، والسياسة النقدية، وإصلاح المنظومة الضريبية، وتطوير الموانئ، وقطاع الطاقة، والبنية التحتية، وقناة السويس تسهم في إنعاش مناخ الاستثمار بمصر.
كما أشار إلى الإصلاحات التي تنفذها الدولة من فترة لأخرى لتنظيم حركة الاستثمار؛ والتي تسهم في حجز مكان لمصر في بعض التكتلات الاقتصادية العالمية، وأكد دورها المهم في المنطقة.
ويرى أبو علي أن وجود دولة مثل مصر في الاتحاد الأفريقي سيكون مفيدا لدول مجموعة العشرين، حيث يمكن لتلك الدول أن تستثمر في مصر كبوابة لدخول السوق الأفريقي، إلى جانب التعاون المشترك معها في نقل بعض هذه الاستثمارات إلى دول أفريقية أخرى بشكل أكثر سهولة، عبر التصنيع المشترك وغيره، وهو ما يعود بالفائدة أيضا على الاقتصاد المصري.
وقال إن تلك التكتلات الاقتصادية الكبيرة ظلت لسنوات عديدة مغلقة ولا تسمح إلا لدول معينة قوية اقتصاديا بالانضمام إليها، ومع انضمام مصر المباشر أو غير المباشر لها في الفترة الحالية يعد هذا الأمر اعترافا قوياً يؤكد أن النظرة العامة لمصر اختلفت عن ذي قبل، وتحولت إلى نظرة ايجابية تعتبر مصر إحدى الدول ذات الثقل الاقتصادي القوي في المنطقة.
وأضاف أن التغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي ومستويات التضخم العالمية وقضية التغيرات المناخية التي برزت مؤخرا جعلت هذه التكتلات العالمية تعيد التفكير مرة أخرى في سياسة الاقتصار على ضم دول بعينها لها، وسمحت للدول ذات الاقتصادات الناشئة والبازغة بالانضمام لها للاستفادة من حجم أسواقها ولتنويع ثقافات وثروات أعضاء كل تكتل.
ويرى أبو علي أن انضمام مصر غير المباشر لمجموعة العشرين من خلال الاتحاد الأفريقي أفضل لمصر حاليا، لأن ذلك سيساعد في استعادة ريادتها الإقليمية كدولة ذات ثقل في الاتحاد الأفريقي وأكثر انخراطا فيه عبر المساهمة في صنع القرار على مستوى هذه العضوية في المجموعة.
كما أن انضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين سيساعد مصر في عرض إمكانياتها أمام العالم كبيئة ومجتمع أعمال قوي يصلح أن يكون منصة إقليمية تستقبل استثمارات العديد من الدول، وفقا لأبو علي.
وأوضح أن هذه الاستثمارات ستسهم في تحقيق نمو اقتصادي مرتفع وتوفير المزيد من فرص عمل وإيرادات أعلى للدولة وزيادة إنتاج السلع وتوفير الخدمات، وأيضا رفع الصادرات إلى الدول المختلفة وخاصة دول هذه التكتلات أو دول الاتحاد الأفريقي.
ويرى أن انضمام مصر إلى أكثر من تكتل اقتصادي، يؤكد مدى حرص مجتمع الأعمال الدولي على تواجد مصر داخل تلك التكتلات وهذا ما يعزز صورة مصر إقليمياً وعالمياً.
وتتألّف مجموعة العشرين من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتشكّل ما يزيد على 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وتضمّ ثُلثي سكان العالم، وبين أعضائها دولة أفريقية واحدة هي جنوب إفريقيا.
ويضمّ الاتحاد الأفريقي، الذي يتخذ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرًا له، 55 دولة عضوا، لكن عضوية خمس دول تحكمها مجالس عسكرية حالياً باتت معلّقة.