كيف دخلت “البليلة” إلى الفيوم.. “عم بدران” يروي: الحكاية بدأ


04:29 م


الإثنين 11 أكتوبر 2021

الفيوم – حسين فتحى:

63 عاما مضت وما يزال محل بدران يعمل فى تصنيع وتجهيز “البليلة ” كما هو لم يتغير منذ أن جاء الحاج محمود بدران من محافظة أسيوط، حاملا فكرته البسيطة فى تصنيع “البليلة” من القمح واللبن المخلوط بالسكر وسرعان ما انتشرت فى محافظة الفيوم.

يقول عماد محمود بدران نجل الحاج محمود الذي رحل منذ 20 عاما وتركه ابنه الذى حصل على معهد فنى حاسب آلى من بنها فى عام 1981 رافضا العمل بالتربية والتعليم، وفضل مساعدة والده فى تصنيع البليلة.

يضيف: أن والده تعلم صناعة ” البليلة “لدى حلواني جروبي في ميدان طلعت حرب” منذ أن كان صبيا بعد أن غادر محافظة أسيوط للسعي وراء لقمة العيش مثل كافة الشباب من أبناء الصعيد حيث كانت القاهرة محطتهم الأولى للعمل والتعلم والاعتماد على النفس.

ويشير إلى أن والده أستأجر هذا المحل وكانت قيمته 3 جنيهات ويقع فى شارع المحمدية المواجه لمنطقة سواقى الهدير الشهيرة.

يؤكد أن أول طبق “بليلة” باعه والده سنة 1957 كان سعره 75 مليما ولم يصل لقرش إلى فى عام 1960، كما سمع من والده أن طن السكر كان سعره 20 جنيها وكان “سطل” اللبن الجاموسى يباع بـ75 مليما.

ويشير إلى أن الأسعار ارتفعت خلال السبعينات حيث وصل سعر طبق البليلة 5 قروش حيث كان يعمل صبيا مع والده وكان يعى ذلك خصوصا وأنه من مواليد 1960

ويضيف أنه تمت إضافة المكسرات والكنافة والبسبوسة للبليلة حسب طلب فئة العمال وأصحاب الحرف خاصة فى ليل الشتاء حيث يزداد الطلب على “البليلة”، قائلا إن سعر طبق البليلة يتراوح ما بين 10 جنيهات إلى 35 جنيها حسب طلب الزبون والإضافات التى يطلبها من مكسرات وحلوى.

يشير إلى ارتفاع أسعار الخامات حيث وصل سعر كيلو القمح إلى 6 جنيهات وطن السكر إلى 7 آلاف جنيه وكيلو اللبن إلى 11 جنيها بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والتى كانت سببا وراء التوقف في المحل عن تصنيع الأيس كريم خلال الصيف، وأيضا ارتفاع تكلفة العمال والذى وصل إلى 130 جنيها حسب يوميته ويعمل فى تنظيف القمح وغسله وتجهيزه فى المعمل الخاص بالمحل.

وأكد أن أشهر زبائنه كان المهندس حسين كامل دبوس محافظ الفيوم الأسبق والدكتور عبد الرحيم شحاتة بالإضافة إلى بعض مديري الأمن وكانوا يرسلون بعض العمال لشراء “البليلة” ليلا، “كنت أضعها لهم فى أكياس بلاستيك قبل أختراع العلب المصنوعة حاليا من الفل”.

كما كان الفنان الشعبى محمد طه يتردد على المحل أثناء وجوده فى الفيوم لإحياء حفلات الزفاف لأعيان القرى كما شاهد الفنان محمد عوض والذى كان يأتى للفيوم خلال فصل الشتاء لتصوير أفلام ومسلسلات بحدائق الحافظة ومنطقة عين السيليين.