وجاء الاعتراف الكوري السريع غير عادي بالفشل، ليؤكد أن كيم لا يزال مصممًا على توسيع ترسانته من الأسلحة، وممارسة المزيد من الضغط على واشنطن وسيول في أثناء توقف الدبلوماسية.
وقد حثت كوريا الجنوبية واليابان لفترة وجيزة سكانهما في بعض المناطق على الاحتماء بعد الإطلاق.
انتهاك دولي
يعد إطلاق كوريا الشمالية قمرًا صناعيًا انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي تحظر على الدولة إجراء أي إطلاق يعتمد على التكنولوجيا البالستية.
ويقول مراقبون إن إطلاق كوريا الشمالية السابق الأقمار الصناعية ساعد في تحسين تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى لديها، حيث أظهرت تجارب الصواريخ الطويلة المدى لكوريا الشمالية في السنوات الأخيرة إمكانية الوصول إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة القارية، لكن خبراء خارجيين يقولون إن الشمال لا يزال لديه بعض العمل الذي يتعين عليه القيام به، لتطوير صواريخ نووية فعالة.
وقد تم إطلاق صاروخ Chollima-1 المطور حديثًا في قاعدة إطلاق القمر الصناعي Sohae بالشمال الغربي، وهو يحمل القمر الصناعي Malligyong-1.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إن الصاروخ سقط قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، بعد أن فقد قوته عقب انفصال مرحلتيه الأولى والثانية.
وذكر جيش كوريا الجنوبية أن الصاروخ قام «برحلة غير طبيعية»، قبل أن يسقط في الماء.بينما صرح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، للصحفيين بأنه لا يعتقد أن أي جسم وصل إلى الفضاء.
وذكرت وسائل إعلام كورية شمالية أن وكالة الفضاء الكورية ستحقق فيما تسميه «العيوب الخطيرة التي تم الكشف عنها» من خلال الإطلاق، وستجري عملية إطلاق ثانية في أقرب وقت ممكن.
وأوضح ليف إريك إيزلي، أستاذ في جامعة Ewha بسيول: «تشير هذه النتيجة أيضًا إلى أن بيونج يانج قد تقوم باستفزاز آخر قريبًا جزئيًا، للتعويض عن الانتكاسة الحالية».
إدانة واشنطن
ذكر آدم هودج، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في بيان، أن واشنطن تدين بشدة إطلاق كوريا الشمالية، لأنها استخدمت تكنولوجيا الصواريخ البالستية المحظورة، وزادت التوترات، وتهدد بزعزعة الأمن في المنطقة وخارجها. وقد فرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية بسبب إطلاقها السابق أقمارا صناعية وصواريخ بالستية، لكنها لم تستجب للتجارب الأخيرة، لأن الصين وروسيا، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن، يخوضان الآن مواجهات مع الولايات المتحدة، وأعاقا محاولات تشديد العقوبات.
وقال جيش سول إنه عزز الاستعداد العسكري بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأكدت اليابان أنها مستعدة للرد على أي طارئ. بينما أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمن الوطن الأمريكي، والدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.
إنذار صاروخي
بعد الكشف عن الإطلاق، أرسلت حكومة كوريا الجنوبية رسائل نصية عبر الهاتف المحمول، تحث فيها سكان جزيرة في خط المواجهة قبالة الساحل الغربي على الانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا.
وأصدر المسؤولون في العاصمة سيول رسائل هاتفية مماثلة لسكان المدينة، لكن وزارة الداخلية والسلامة في البلاد قالت، في وقت لاحق، إن تنبيهات سيول أرسلت بالخطأ، واعتذر عمدة سيول عن التسبب في ارتباك الرأي العام.
بينما نشطت اليابان نظام إنذار صاروخيا لمحافظة أوكيناوا بجنوب غرب اليابان في المسار المشتبه به للصاروخ. وجاء في التحذير الياباني: «يرجى إخلاء المباني أو تحت الأرض».
وقال وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا، إن اليابان تخطط للإبقاء على أنظمة الدفاع الصاروخي منتشرة في جزرها الجنوبية والمياه الجنوبية الغربية حتى 11 يونيو، نهاية نافذة الإطلاق المعلنة لكوريا الشمالية.
ولم تقدم وكالة الأنباء المركزية الكورية تفاصيل عن الصاروخ أو القمر الصناعي بخلاف اسميهما.
وقال الخبراء، في وقت سابق، إن كوريا الشمالية قد تستخدم على الأرجح صاروخًا يعمل بالوقود السائل، كما فعلت في معظم صواريخها طويلة المدى التي تم اختبارها سابقًا.
وعلى الرغم من أنها تخطط لإجراء تحقيق كامل، فإن الإدارة الوطنية لتطوير الفضاء الجوي في الشمال عزت الفشل إلى «انخفاض الموثوقية والاستقرار لنظام المحرك من النوع الجديد المطبق على (الصاروخ) الحامل»، و«الطابع غير المستقر للوقود»، وفقًا لـKCNA.
نظام استطلاع
قال ري بيونج تشول، مسؤول كوري شمالي رفيع المستوى، إن كوريا الشمالية بحاجة إلى نظام استطلاع في الفضاء، لمواجهة التهديدات الأمنية المتصاعدة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن القمر الصناعي للتجسس، الذي تم عرضه سابقًا في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، لم يكن متطورًا بما يكفي لإنتاج صور عالية الدقة.
وبيّن بعض الخبراء الخارجيين أنه قد يكون قادرًا على اكتشاف تحركات القوات والأهداف الكبيرة مثل السفن الحربية والطائرات الحربية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية الأخيرة لمركز إطلاق Sohae في كوريا الشمالية إنشاءات نشطة، تشير إلى أن كوريا الشمالية تخطط لإطلاق أكثر من قمر صناعي واحد.
ومن المتوقع أن تطلق كوريا الجنوبية أول قمر صناعي للتجسس في وقت لاحق من هذا العام، ويقول محللون إن كيم يرغب على الأرجح في أن تطلق بلاده قمرها الصناعي للتجسس قبل الجنوب، لتعزيز أوراق اعتماده العسكرية في الداخل.