وشهدت ساعات الفجر الأولى، نداءات الإدارة العسكرية للمدينة على السكان بضرورة التزام الحذر، والاستجابة للإنذارات التي تطلقها السلطات قبل وقوع الغارات الروسية، مؤكدة في منشور على تليغرام أن العاصمة تتعرض للهجوم. وأعلنت نجاحها في التصدي لإحدى موجات الغارات، قائلة: في هذه اللحظة تم إسقاط تسع طائرات بدون طيار في المجال الجوي لكييف، واستمرت حالة التأهل نحو ثلاث ساعات.
وأسفرت الغارات عن وقوع انفجارات في العاصمة، بحسب رئيس بلدية كييف، خصوصا في منطقتي سولوميانسكي وشفتشنكيفسكي، فيما تعطلت جميع الخدمات على الأرض، بحسب تأكيد المسؤول المحلي.
ويعتقد على نطاق واسع أن الطائرات المسيرة التي قصفت كييف من نوع «شاهد» إيرانية الصنع، التي أكدت القوات الروسية بالفعل أنها تستخدمها في ضرب كييف على مدار الأسابيع الأخيرة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هذه الغارات تستهدف تحديدا المنشآت العسكرية الأوكرانية ومرافق الطاقة، فيما تسعى أيضا لعرقلة إيصال الأسلحة والذخائر من المساعدات الأجنبية لأوكرانيا.
ووسط انخفاض درجات الحرارة باتت مدن في أوكرانيا تغرق في ظلام دامس، جراء الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات المسيرة، التي تسببت في انقطاع إمدادات المياه والتدفئة عن ملايين الأوكرانيين.
وتكثف روسيا منذ أيام هجماتها على أوكرانيا، واستهدفت عدة مدن وأطلقت يوم (الجمعة) الماضي وحده أكثر من 70 صاروخا، كان المتضرر الأكبر منها التيار الكهربائي، الذي فرض عليه تقنين الاستهلاك مع تضرر شبكة التوزيع.
وكانت كييف الأشد ضررا من انقطاع الكهرباء، حيث لجأ الأهالي إلى محطات المترو طلبا للدفء، وسط انتظار نجاح الأطقم الفنية في إعادة التيار الكهربائي إلى وضعه الطبيعي. وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإعادة الكهرباء إلى بيوت ملايين الأوكرانيين، فيما ينتظر السكان تنفيذ تعهد من حلفاء أوكرانيا الغربيين بتقديم مليار يورو إضافي (1.1 مليار دولار) في أسرع وقت ممكن للاستعانة بها على الصمود في الشتاء القارس.