تجارة النحاس ورز الحساوي 2100 قبل الميلاد
أبان الحسين، أن أهل الأحساء تاجروا بسبائك النحاس الخام، ونقلوها عبر خطوط التجارة الدولية القادمة من بلاد ماجان، ونقلت منها إلى دلمون وبلاد سومر جنوب بلاد الرافدين، حيث عثر في واحة الأحساء، على سبائك نحاس خام معدة للتصنيع على هيئة قوالب بشكل جلد حيواني مشدود الأطراف يتراوح وزن القطعة منها بين 4 إلى 5 كغم ونسبة النحاس فيها 98%.
كما ذكر الحسين أن تجار الواحة الدوليين جلبوا رز الشلب، وهو الاسم الأكدي للرز المعروف بالحساوي، فنقلوا شتلات الصنف البري لهذا الرز من سلف إنديكا من موطنه أراضي الإندوس الواقعة شمال غرب الهند، مسجلاً أن تجار دوليين من الأحساء أقاموا صلات تجارية قديمة مع حضارة الأندوس منذ قبل 3250 قبل الميلاد، وتطورت بين 2500 إلى 2100 قبل الميلاد.
تجارة التمور منذ 2500 قبل الميلاد
قال الحسين: متاجرة أهل واحة الأحساء بالتمور فنشطت حركة قوافل التجارة الدولية محملة بتمور الأحساء ومواد الخام والسلع والمنتجات الصناعية، وكانت حاصلات تمور الواحة أهم منتج زراعي يصدر إلى سومر، الذي كان يشار إليه في سجلات سلالة لأجاش الأولى منذ 2500 قبل الميلاد، بتمر سلم دلمون (sulum Dilmun)، ويقصد بدلمون خلال هذه الحقبة أراضي بر شرق الجزيرة العربية، ثم تغير الوضع جذريًا، فأصبحت جزيرة أوال -مملكة البحرين- مركزًا لمملكة دلمون، ومن المؤكد أن هذه التمور لم تكن تؤخذ فجأة، إنما تم صرمها من رؤوس النخيل، وجرى تعبئتها وجلبها للشاطئ وجهزت للشحن في سفن ميناء العقير.
ختمان نادران لتاجرين أحسائيين
كشف الحسين، لأول مرة عن أختام أسطوانية نادرة لتجار أحسائيين أو وكلاء تجار دوليين كانت تختم بها جرار الفخار المحملة بسلع ثمينة، وسمات تلك الأختام شاعت في الفن الآشوري الجديد، أرخ بين القرنين 800- 700 قبل الميلاد، وقد عرض الحسين نموذج طبعة ختم لغزالين يفران من مخالب وحش مجنح (griffin) يكاد يمسك بفريستيه، كما عرض طبعة ختم آخر يمثل قناصًا يجهز قوسه ليرمي ماعزًا خرافيًا تقف على رجليها الخلفيتين، تمنعه من أن يرمي بسهمه طائر بمنقار طويل، وظهر بجانب الماعز مذبح رباعي يعلوه هلال يرمز للمعبود القمر.