أدرك أن العملية خطرة لكنها خياري الأخير». وأضاف بينيت الذي أمضى الأشهر الأخيرة طريح الفراش ويعيش بفضل آلة «أنا متشوق للخروج من سريري فور شفائي». ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (أف دي أيه) تصريحاً طارئاً لإجراء هذه الجراحة ليلة رأس السنة، كخطوة أخيرة لمريض لم يكن مؤهلاً لعملية الزرع التقليدية.
«تقدم جراحي رائد»
وقال الجرّاح بارتلي غريفيث الذي أجرى العملية إنّ «هذه عملية جراحية رائدة وتقرّبنا خطوة من حلّ أزمة نقص الأعضاء». وأضاف الجراح «نتعامل بحذر لكننا متفائلون أيضا لكون هذه السابقة العالمية ستتيح تقديم خيار جديد ضروري للمرضى في المستقبل». وقد خضع الخنزير الذي استُخرج منه القلب إلى تعديل وراثي للتوقف عن إفراز نوع من السكر موجود عموما في كل خلايا الخنازير ويؤدي إلى رفض فوري للعضو.
وأجرت هذا التعديل الوراثي شركة «ريفيفيكور» التي قدمت أيضا كلية خنزير نجح جراحون بشبكه مع أوعية دموية لمريض في حالة موت دماغي في نيويورك في تشرين الأول/أكتوبر. وحُفظ قلب الخنزير المستخدم في عملية الزرع في آلة قبل العملية، واستخدم الفريق أيضا دواء تجريبيا جديدا من تصنيع شركة «كينيكسا فارماسوتيكلز»، إضافة إلى الأدوية الاعتيادية لمنع رفض الجسم للعضو المزروع من خلال تعطيل وظائف جهاز المناعة التي تؤدي عادة إلى رفض الزرع.
ولا يزال حوالي 110 آلاف أمريكي على قائمة الانتظار للخضوع لعملية زرع، كما أن أكثر من 6 آلاف شخص ممن يحتاجون إلى عمليات من هذا النوع يموتون سنويا في البلاد. وليست عمليات الزرع لأعضاء حيوانية في جسم البشر جديدة.
فقد حاول الأطباء إجراء عمليات زرع عابرة للأجناس منذ القرن السابع عشر على الأقل، وقد تركزت التجارب الأولى على القردة. وسنة 1984 زُرع قلب من قرد الرباح (بابون) في جسم طفلة سُميت «بيبي فاي»، لكنّ الصغيرة لم تعش أكثر من عشرين يوما بعد العملية. كذلك استُخدمت صمامات قلب متأتية من خنازير على نطاق واسع في عمليات زرع لدى البشر، كما أن جلدها يُستخدم في عمليات زرع لأشخاص تعرضوا لحروق كبيرة. كذلك تشكل الخنازير مصدرا مهما لوهب الأعضاء بسبب حجمها ونموها السريع وأيضا بسبب وضعها الكثير من الصغار.