اعلن فيليب لازاريني مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” أن قرار تجميد الزيادة السنوية على الراتب والذي تم اتخاذه فى شهر أذار من العام المنصرم سيتم رفعه اعتبارًا من الشهر المقبل موضحا “اتخذت القرار الصعب فى أذار من العام الماضي بتجميد الزيادة على الراتب ولمدة عام كامل بسبب شح الموارد المالية وإنني أدرك تمامًا أن هذا كان إجراءً صعبا عليكم جميعًا ولكنه كان إجراءً ضروريًا فى حينه وساهم في استدامة جميع الخدمات للاجئين الفلسطينيين وحماية وظائفكم خلال العام الماضي مع التأكيد مرة أخرى ان حماية هذه الخدمات والوظائف ستظل ضمن أولوياتي”.
وقال لازاريني في بيان وجهه لموظفي الاونروا”ان الوضع المالي للوكالة لهذا العام مليئ بالتحديات وعلى الرغم من الجهود الجماعية والمكثفة التي بذلت في جمع الأموال والتحكم في التكاليف في العام الماضي ، الا اننا قد اضطررنا مع بداية هذا العام الى ترحيل مستحقات مالية بقيمة 62 مليون دولار أمريكي. وحتى اللحظة لم تتمكن الاونروا بعد من سداد التزاماتها بالكامل عن العام الماضي نظرًا لأننا أعطينا الأولوية لضمان استمرارية الخدمات ودفع الرواتب عن الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام فى موعدها”.
واضاف “ان التوقعات المالية للسنة الحالية تتطلب منا أن نتبني إجراءات مبكرة بهدف التحكم في التكاليف وتخفيض الإنفاق لتجنب تعطل الخدمات أو التخلف عن سداد الدفعات المستحقة” موضحا “أقوم حاليًا بمراجعة التدابير الواجب تبنيها فى هذا الخصوص وأيها سيكون لها أقل تأثيرعلى الموظفين وعلى الخدمات المقدمة للاجئين وسأبقيكم على اطلاع دائم فى هذا الخصوص”.
وقال “إن الوضع العام، لمنظمة انسانية كالاونروا، لهو أكثر تعقيدًا الان مقارنة مع العام الماضي ولقد كان للأزمات في أفغانستان والتي أعقبتها الآن الأزمة في أوكرانيا تأثيرا كبيرا على قيمة التمويل المقدم من المانحين وعلى تكلفة شراء سلع أساسية مثل القمح والوقود والتي تعتبر سلع أساسية للأونروا” موضحا ” لقد أبلغنا عدد من المانحين أنهم لن يكونوا قادرين على توفير نفس المستوى من التمويل كما في العام الماضي بينما أشار آخرون أنهم سيضطرون إلى تأخير دفع الأموال التي تعهدوا بها لوقت لاحق من هذا العام”.
وقال ان “فرق العلاقات الخارجية والشؤون المالية التابعة للاونروا تعمل على مدار الساعة لتأمين دفع مساهمات المانحين المالية والتي تم التخطيط لها بأن تدفع فى وقت لاحق من هذا العام مبكرا وذلك للحفاظ على استمرار الخدمات خلال الأشهر الحرجة المقبلة” موضحا “في غضون ذلك ، تتواصل جهودنا لجمع التبرعات وبلا هوادة. في الأشهر الثلاثة الماضية تواصلت أنا ونائب المفوض العام ومديرة العلاقات الخارجية، ومن خلال اجتماعات وجاهية وافتراضية، مع ممثلين عن النمسا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وإسبانيا والصين والكويت والمملكة العربية السعودية واليابان وجمهورية كوريا وكذلك البنك الدولي ومنظمة الدول الإسلامية ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وكنت قد اجتمعت مع مسئولين فى الاتحاد الأوروبي وألمانيا والنرويج وسويسرا ، وأتواجد حاليًا في الولايات المتحدة قبل السفر إلى السويد وهولندا في الأسابيع المقبلة وكنت قبل ذلك قد أطلعت الدول العربية في اجتماعها الذي عقدته جامعة الدول العربية في 9 آذار على وضع الاونروا المالي ودعوتهم للتضامن مع لاجئي فلسطين”.
واوضح “خلال كل هذه اللقاءات والاجتماعات سلطت الضوء على ضرورة التزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تزويد الأونروا بالأموال اللازمة للوفاء بولايتها وكذلك المصاعب التي يمر بها لاجئو فلسطين وموظفوها في المنطقة مذكرا أياهم بمدى اليأس والضيق السائد في المخيمات مع غياب أفق سياسي لمحنتهم ومشددا على تداعيات توقف خدمات الاونروا على لاجئي فلسطين وعلى المنطقة ككل”.
وبين “خلال هذا العام سيتم مراجعة تفويض عمل الأونروا وقد تم التأكيد لي خلال جميع اتصالاتي مع البعثات الدائمة لدى الأمم المتحدة إن التجديد يجب أن يمضي بسلاسة هذا العام، وبطبيعة الحال سنبقى على تواصل وثيق مع الدول الأعضاء بشأن هذه المسألة الهامة”.
واكد “أن الأشهر القادمة ستكون صعبة بالنسبة للوكالة ، فإنني أستمد التشجيع من التزام الدول المضيفة والمانحين بإيجاد حلول للتحديات المالية التي تواجه الأونروا وبدعم من الأمين العام للأمم المتحدة والمملكة الاردنية واللذان قادا الجهد لضمان الدعم الدولى للأونروا ولاجئي فلسطين لسنوات عديدة سأشرع فى حوارًا استراتيجيًا رفيع المستوى حول الأونروا بهدف الحفاظ على حقوق لاجئي فلسطين وضمان استمرار وصولهم لخدمات ذات جودة. وكما التزمت أمامكم سابقًا ، فسوف أضمن أن تظل مصلحة لاجئي فلسطين وحقوقكم كموظفين في الأونروا في قلب هذه المحادثات” موضحا “ان نجاح هذا الجهد يتطلب أن نكون متحدين كإدارة وموظفين”.
وبين “أشعر بالقلق إزاء المأزق الحالي داخل نقابة العاملين على قيادتها. لقد كال بعض من قادة النقابات، خلال النزاع بينهم، بإهانات واتهامات بعيدة كل البعد عن مصالح الموظفين والوكالة وبعيدة عن المعايير المتوقعة من موظفي الخدمة المدنية التابعين للأمم المتحدة” موضحا ” لقد عرضت إدارة الأونروا على قادة النقابات المساعدة في الوساطة أو التحكيم بهدف حل النزاع القائم ولكن لم يتم قبول أي منهما. ثم عرضنا بعد ذلك إجراء مراجعة قانونية ولكن رفض بعض قادة النقابات ذلك أيضًا وبدون وجود إجماع داخل نقابة العاملين ، لا يمكن لإدارة الأونروا البت في قضية من ضمن صلاحيات الاتحادات. انني أناشد مرة أخرى جميع أعضاء النقابات وممثليهم ايجاد حلول لنزاعهم الداخلي”.
وقال “أغتنم الفرصة هنا للترحيب بالإعلان عن الانتخابات النقابية في بعض الاقاليم وأدعو الآخرين الذين تأخروا كثيرا في عقد الانتخابات المستحقة تحديد موعد للانتخابات في أقرب وقت وان تكون هذه الانتخابات متماشية مع التزامات الأمم المتحدة بتعزيز التكافؤ بين الجنسين وإشراك الشباب” مؤكدا “انني أشجعكم جميعًا على العمل من أجل ضمان التمثيل المتناسب للنساء والشباب العاملين ضمن صفوف الاونروا”.
ورحب لازاريني “بالافتتاح الرسمي لمركز خدمات تكنولوجيا المعلومات في غزة ، والذي من خلاله يُظهر موظفو الأونروا روحهم الرائعة وقدرتهم على الابتكار. مركز تكنولوجيا المعلومات هذا يتماشي مع خطط التحديث الخاصة بالوكالة والتي تهدف إلى تمكين “الجيل الرقمي” من لاجئي فلسطين”.
أواكد مفوض الاونروا أن راتب شهر نيسان سيتم دفعه في الوقت المحدد وقبل عيد الفطر المبارك.