روى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كيف ساعد الاتحاد السوفيتي المملكة العربية السعودية حين كانت دولة فتية في عشرينيات القرن الماضي، عندما كان هناك أول قنصل سوفيتي بالمملكة.
وفي مقابلة مع مؤسسة معنية بإحياء تراث أول قنصل سوفيتي في السعودية، وهو كريم حاكيموف، قال لافروف: ” في الوقت الذي عمل فيه حاكيموف هناك، لم تكن الثروة النفطية قد اكتشفت بعد هناك. كانت البلاد تعيش في حالة من الفقر. وعلى الرغم من أن الأوضاع في الاتحاد السوفيتي في ذلك الحين لم تكن مزدهرة، فقد أدرك الاتحاد السوفيتي ضرورة دعم المملكة الفتية، ونظم تزويدها بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى”.
ولفت رئيس الدبلوماسية الروسية إلى أن القنصل حاكيموف كان شخصا بارزا ومستعربا موهوبا، وهو كان يعرف لغة وتاريخ وعادات بلدان الشرق العربية، ما ظهر جليا في فترة عمله اللاحقة. وفي منصب ممثل الاتحاد السوفيتي في المملكة العربية السعودية، تفتّحت إمكانياته كإنسان ودبلوماسي ومؤرخ وطبيب نفساني، لأنه تواصل مع الجميع، من أفراد العائلة المالكة إلى عامة الناس.
وأشار لافروف إلى خصلة أخرى كان يتمتع بها أول ممثل للاتحاد السوفيتي في السعودية، وتتمثل في أنه “لم يكن يعرف الخوف. وتقول القصة أنه كان من المفترض تسليم أوراق اعتماده، ورتبت مراسيم الاعتماد بطريقة سافر فيها بالسيارة منفردا ليلا عبر الصحراء. ولم يكن مثل هذا الأمر آمنا بتاتا في ذلك الوقت”.