لا بديل عنها سوى احتلال الضفة.. كيف ساهمت إسرائيل في إضعاف السلطة الفلسطينية؟!

سرد الكاتب والمحلل الإسرائيلي في صحيفة وموقع يديعوت أحرونوت “واي نت”، آفي سخاروف، العديد من الأحداث والأسباب التي أظهرت مساهمة إسرائيل في إضعاف قوة السلطة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة.

وأشار سخاروف في بداية مقال تحليلي له نشر في موقع الصحيفة، إلى تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي مساء الإثنين، أن أحد أسباب زيادة الهجمات من الضفة الغربية ينبع من ضعف حكم السلطة الفلسطينية في بعض مناطق الضفة الغربية. ويقول سخاروف، إن كوخافي تجاهل مسألة أكبر بكثير تتعلق بأسباب ضعف السلطة، وأن الإجابة الغائبة عن ذلك، هو إسرائيل، لشدة الأسف. كما يقول ويعبر عن ذلك.

ولفت سخاروف إلى أنه على مدى سنوات طويلة وخاصة منذ انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 2009، فإن تل أبيب لم تفعل شيئًا لتقوية السلطة وفتح، في حين كانت فعليًا تعزز حضور حماس، ويعود ذلك لغياب المسيرة السياسية، والاستمرار في بناء المستوطنات، وخطوات أخرى أدت إلى فقدان السلطة لشرعيتها أمام جمهورها، وهذا دفع رجال الأمن الفلسطينيين لفقدان الحافز للعمل لإحباط الهجمات.

وأشار إلى أن ذلك لا يتعلق فقط بسياسة نتنياهو، بل كان خليفته نفتالي بينيت، وحتى يائير لابيد حاليًا، مهملان للقضية الفلسطينية ومحاولة حلها، وعملوا بأسلوب إدارة هذا الملف، وهذه باتت مشكلة كبيرة باتت تظهر المصاعب الكبرى حقًا في إدارة الصراع، حين باتت إسرائيل تستيقظ لتكتشف أن السلطة الفلسطينية، شريكتها حتى وقت سابق في المسيرة السياسية، باتت تستصعب أداء مهامها في غالبية مناطق الضفة الغربية، وهذا يعني ارتفاع دراماتيكي في الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

ويقول سخاروف وهو بالأساس مراسل أمني إسرائيلي سابق ومعرف بأنه على علاقة بالجهات الأمنية في تل أبيب، يقول: “من يقف حاليًا أمام الجيش الإسرائيلي والشاباك، ليس تنظيم منظم على نمط حماس في غزة، بل شبان محبطون، ملوا من الاحتلال ومن السلطة وقيادتها، وليس أمامهم أي أفق سياسي أو اقتصادي، وهنا تكمن المشكلة الأكبر”.

وادعى أنه لو كان أولئك المئات من المسلحين يعملون تحت قيادة تنظيم واضح لكان العمل أسهل ضدهم بالنسبة للجيش الإسرائيلي، ولكانت السلطة الفلسطينية تحركت ضدهم، إلا أن الأخيرة حاليًا لا تتحرك ضد أي منهم لأن الكثيرون منهم كانوا في الماضي جزءًا من فتح وبعضهم من أبناء الأجهزة الأمنية، والآن أصبحوا بلا انتماء تنظيمي، ويحظون بدعم جماهيري ولا يشكلون تهديدًا حقيقيًا على السلطة، ويطلقون النار ضد القوات الإسرائيلية خلال حملات الاعتقال وغيرها، ضمن عمل فردي أو خلايا محلية صغيرة شبه عفوية.

ويقول سخاروف: “في حالات معينة الجهاد الإسلامي ينجح جزئيًا في دعم المسلحين ماليًا بشكل محدود يصل إلى 100 دولار لكل واحد منهم، وهذا مال إيراني، لكن إيران ليست المحرك لهم، بل دوافعهم تنبع برغبة التغيير”.

ويرى سخاروف، أنه لا بديل للسلطة الفلسطينية سوى احتلال إسرائيلي كامل وليس جزئي، بتواجد القوات العسكرية بشكل كامل في مدن الضفة الغربية التي يعيش فيها 2.8 مليون فلسطيني، وتقبل ما ينطوي على ذلك من مخاطر، وهذا ما لا يريده أي زعيم إسرائيلي، لا لابيد، ولا حتى نتنياهو، الذي خلال 12 سنة من حكمه لم يرغب في التخلص من السلطة، لكنه امتنع عن العمل معها، ورغم أنه عمل على تعزيز حماس، لكنه كان حكيمًا بما يكفي ليمنع انهيار السلطة، وكان له أسبابًا وجيهة بما يكفي لذلك.

صحيفة “القدس”