وأنشأت تخصصات حديثة تحت مسمى (قلب المرأة)، وأثبتت الدراسات أن السيدات يحصلن على عناية أقل من الرجال في أمراض القلب ويحصلن على تحاليل وأشعة أقل، ونسبة تطور مضاعفات الجلطة القلبية لدي النساء أكثر من الرجال، يمكثن في المستشفيات فترة أطول من الرجال، نتيجة مشاكل القلب، بل إن أكثرهن يتعرضن للوفاة من جلطات القلب، ويرى المختصون أن المرأة قادرة على تحمل الألم أكثر من الرجل.
ونظمت شركة طبية سعودية ندوةً افتراضية تحت شعار «اللياقة النفسية وصحة قلبك»، بمناسبة اليوم العالمي لأمراض القلب بغرض توعية المجتمع حول سبل الوقاية من أمراض القلب والاعتناء بالجانب النفسي.
وناقشت الندوة أحدث التطورات ذات الصلة بداء القلب والصحة النفسية، إسهاماً في توفير مستويات رعاية طبية وعلاجية أفضل تجاه هذه النوعية من الأمراض.
وقال أستاذ واستشاري أمراض القلب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور كمال الغلاييني، عن «اللياقة النفسية لمرضى القلب من منظور طبيب القلب» إن هناك علاقة وثيقة بين أمراض القلب والصحة النفسية، حتى أن معنى «انكسار القلب» يبدو مفهوماً علمياً كما هو تعبير بلاغي بغير شك، وأكد تقدم أساليب التشخيص وتوفر الكثير من العلاجات في العقود الأخيرة ما يفتح آفاقاً جديدة ويزرع الأمل والتفاؤل في نفوس مرضى القلب وأسرهم.
هل تشكو من هذه الأعراض؟
تعتبر النوبة القلبية حالة مرضية شائعة الحدوث تشكل خطراً وتهديداً على حياة الإنسان، كما تعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، وتحدث جلطة القلب عند قطع إمداد الدم للقلب بشكل مفاجئ أو عند تراكم الدهون على جدار الشرايين، وبالتالي يحدث انسداد مفاجئ لواحد أو أكثر من هذه الشرايين، وتسمى الحالة بتصلّب الشرايين، وبذلك تدخل الأنسجة القلبية المتضررة في حالة تسمّى بنقص التروية، التي تحدث عند قطع الأكسجين عن الخلايا، فإذا ما استمرت هذه الحالة لوقت أطول، تموت الخلايا ويصاب المريض بجلطة القلب.
وتتعدد أعراض جلطة ونوبة القلب وتراوح شدتها ما بين شخص وآخر حسب طبيعة كل حالة، ومن أشهر تلك الأعراض الدوار أو الدوخة والغثيان، الشعور بحرقة وألم في المعدة أو عسر الهضم، الشعور بألم البطن، التعب دون وجود سبب واضح في ذلك، وقد يستمر الألم أياماً عدة، والشعور بألم أو ضغط في منطقة منتصف الصدر قد يستمر دقائق عدة أو قد يزول ثم يعود مجدداً، التعرق المفرط، الإصابة بتورم القدمين نتيجة لتخثر الأوردة العميق، بسبب تأثر الدورة الدموية، وهذه الحالة تمنع وصول الأكسجين لباقي الأعضاء الحيوية في الجسم؛ لذا يجب علاجها على الفور وعدم إهمالها، كذلك التعب والضعف العام والشعور بالإرهاق المفرط، الأرق واضطراب في النوم، الشعور بضيق التنفس، وقد يصاحبه الشعور بضيق الصدر في بعض الحالات، وقد يمتد الألم إلى أماكن أخرى من الجسم، إذ يؤثر الألم على الذراع الأيسر، إلا أنه قد يؤثر أيضاً في كلا الذراعين، والفك، والرقبة، والظهر، والبطن.
الصيادلة والنفسيون كيف يتعاملون مع عليل القلب؟
رئيس مجموعة الصيدلة الإكلينيكية لأدوية القلب بجمعية القلب السعودية الدكتورة فخر زهير الايوبي، تناولت في مداخلتها موضوع «دور الصيدلي الإكلينيكي المختص في تفعيل الأمن الدوائي لمرضى القلب وأثر ذلك في لياقتهم النفسية»، وأشارت إلى أهمية دور الصيدلي الإكلينيكي المتخصص كحلقة الوصل الأساسية بين أفراد الفريق الطبي المعالج لأمراض القلب وبين الفريق والمريض وأسرته أيضاً، وأهمية دور الصيدلي تكمن في التوعية وتثقيف المريض وحسن إدراكه لطبيعة المرض وخطة العلاج المتكاملة.
أما الأستاذ المساعد في الأمراض النفسية والمتخصص في الطب النفسي ووكيل كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز برابغ الدكتور وليد الغامدي، فأشار إلى أهمية فكرة الفريق العلاجي المتكامل لأمراض القلب، الطبيب النفسي هو جزء مهم في الفريق، لأن بعض الأمراض النفسية لها تأثير سلبي على صحة القلب، كما أن عدداً من أمراض القلب الحادة أو المزمنة قد تؤدي إلى أمراض أو اضطرابات نفسية.
ومن جانبه أفاد المدير الطبي للأمراض الوراثية والنادرة الدكتور إسلام العياري بأهمية نشر الوعي بأمراض القلب النادرة خصوصاً في ظل تقدم وسائل التشخيص والعلاجات لهذه الفئة من الأمراض.