قُلْ للوالد إنّ أحلام الإماراتيين لا يحدّها أرض ولا بحر ولا مسكن، أحلامهم لامست السماء، وصلت إلى الفضاء، عيون أبنائه عاينت وتأملت كُلّ النجوم والكواكب والشُهب عن كثب.
الراحل الكبير الشيخ خليفة، لا تنسى أن تخبر الوالد زايد عن كُلَّ ما حُقق من وصيته في الأرض. قد تحتاج لإحصاء كل الإنجازات إلى كثير من الوقت، فاختصر عليه فهو يحب الاختصار كما عهدناه بالأمس. أخبره فقط عن ما حُقق في آخر الأيام والأشهر. بشّره أن أبناءه قد أعلنوا إطلاق الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، فكانت ابنته نورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية محققة للحلم. وأن أبناءه أطلقوا مشروع بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر 5 سنوات. وأنجزوا بنجاح معرض «إكسبو 2020 دبي»، لتصبح الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي تحتضن هذا الحدث العالمي. ولم يقفوا عند هذا الحدّ بل قاموا بالتشغيل التجاري لمحطة «براكة» النووية ليكونوا حاضرين في خارطة العالم بالنووي. بشّره أنّ أولاده أرسلوا من الفضاء صوراً لكوكب المريخ عبر مسبار الأمل الإماراتي مزودين العالم بما يفيد مسيرة العلم.
الشيخ خليفة، أيها الراحل الكبير. أخبر الوالد الشيخ زايد كل شيء، ليس هناك ما يخفى عنه، بل كل ما صُنع في عهدك يبعث على الفخر والعزّة والحب.
أخبره أنّ الإمارات بخير، وأنّ العرب بخير، وأنهم دائماً كما كانوا على الوعد والعهد. أخبره أنك وإن انضممت إليه في دنيا الحق، لا خوف على الإمارات، فأبناؤه على الأرض زرع أصيل لا ينبت إلا ثمراً أصيلاً وعملَ خيرٍ. أخبره أنّ فكر زايد مزروع في قلوب الإماراتيين الكبير منهم والصغير، وفي قلوب العرب من منبع نهر النيل إلى عتبات بيت المقدس وحيث ولد المسيح في المهد. أخبره أن كل الألقاب لا بدّ ذاهبة إلا لقبه ما زال على الأرض يُكتب بحبر من الذهب. لا يستذكر عربي أو مسلم الشيخ زايد، إلا يسارع شغوفاً قائلاً: «زايد الخير».
الشيخ خليفة أيّها الكبير يا من تغادر اليوم هذه الأرض سيقول لك الشيخ زايد ما قاله ابن الرومي في رثاء ابنه:
«بكاؤكما يَشْفي وإنْ كانَ لا يُجدي
فجودا فَقَدْ أَوْدى نظيرُكُما عِندي
بُنَيَّ الذي أَهدَتْهُ كفايَ للثرى
فيا عِزَّةَ المُهْدَى و يا حَسْرةَ المُهدِي».