قال كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب، الأربعاء، إن مبعوث ملف الطاقة الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل حاملا نسخة من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليوقعه مسؤولون لبنانيون.
ويمثل الاتفاق، الذي أشادت به الأطراف الثلاثة باعتباره إنجازا تاريخيا، نقطة تحول دبلوماسية هائلة بعد حرب وعداء على مدى عقود، كما أنه سيفتح الباب أمام التنقيب عن الطاقة قبالة سواحل البلدين بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
وأكد بو صعب أن هوكشتاين سيأتي إلى لبنان الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق الذي سيتم توقيعه، لكنه لم يذكر متى سيتم توقيع الاتفاق؟
ويوضح النص، الذي اطلعت عليه رويترز، أن الطرفين أبلغا واشنطن بشكل مستقل بالموافقة على الاتفاق.
ومن المقرر أن ترسل الولايات المتحدة إخطارا بعد ذلك للطرفين بأن الاتفاق دخل حيز التنفيذ ومن ثم ترسل الدولتان إحداثيات ترسيم الحدود الجديدة للأمم المتحدة.
لكن من غير المرجح أن تقام مراسم توقيع تقليدية بحضور زعماء البلدين بالنظر إلى أن لبنان وإسرائيل لا يزالان في حالة حرب من الناحية الفنية.
وقال هوكشتاين في منتدى استضافة معهد الشرق الأوسط الثلاثاء إنه سيزور المنطقة الأسبوع المقبل دون أن يحدد تواريخ أو وجهات.
وأضاف أن “رئيس لبنان ورئيس وزراء إسرائيل سيقرران بشأن التوقيع. تابعوا ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة”.
ونقلت وكالة رويترز، عن مسؤولين مطلعين على حزب الله، أنه كان راجع المسودة النهائية بدقة وأعطى إشارة القبول.
ونقلت عن مصدر غربي مطلع على العملية، قوله إنه وراء الكواليس، إن الحزب كان يدقق بالتفاصيل وعبر عن رأيه حتى مع تهديده بالعمل العسكري إذا لم يتم تأمين مصالح لبنان.
وقال أحد المصادر المطلعة على تفكير حزب الله إن “قيادة حزب الله دققت بالتفاهم سطرا سطرا قبل إعطاء الموافقة عليه”.
وقال نائبان من الحزب لوكالة رويترز، إن الجماعة منفتحة على فكرة الصفقة كمسار لتخفيف بعض المشاكل الاقتصادية في لبنان.
وقال سامي عطا الله، المدير المؤسس للمركز اللبناني للدراسات السياسية: “كان عليهم التعامل معها بطريقة عملية وليس أيديولوجية”، واصفا دور حزب الله بأنه حاسم.
وأضاف: “كانوا يعلمون أن لديهم القدرة على إحداث الفوضى إذا أرادوا ذلك – لكن ذلك كان سيأتي بتكلفة باهظة”.
وقال المسؤول اللبناني والمصدر الغربي المطلع على العملية، إن اللواء عباس إبراهيم المسؤول الأمني اللبناني الكبير الذي التقى أيضا بالمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين مرات عدة أبلغ قيادة حزب الله بالمقترحات الأمريكية.
وقال المصدر الغربي إن حزب الله، نقل في وقت ما إحباطه من بطء وتيرة المحادثات إلى هوكشتاين عبر إبراهيم.
وردا على سؤال حول دور حزب الله قال رئيس وحدة الإعلام في حزب الله محمد عفيف، إن الدولة خاضت المفاوضات “ونحن وقفنا خلفها”. وقال: “أما نحن فكنا معنيين بحصول لبنان على حقه في ثرواته”.
ولم يتسن لوكالة رويترز الوصول إلى مكتب إبراهيم على الفور للتعليق. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على أسئلة بالبريد الإلكتروني بشأن اتصالات هوكشتاين بإبراهيم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن المفاوضات أجريت مع القيادة السيادية للبنان ولم تشمل محادثات مع حزب الله.
وتزايدت الحاجة الملحة لمهمة هوكشتاين في حزيران/ يونيو عندما وصل حفار غاز إسرائيلي إلى البحر للتنقيب في حقل كاريش – وهي المياه التي قال لبنان إنها تقع في منطقته الاقتصادية الخالصة.
وفي الثاني من تموز/ يوليو، أرسل حزب الله ثلاث طائرات مسيرة غير مسلحة فوق حقل كاريش. واعترض جيش الاحتلال الطائرات.