أظهرت بيانات جديدة في الولايات المتحدة أن متحور “دلتا” من فيروس كورونا ينتشر بسرعة أكبر مما كان معروفا من السابق، وصارت لديه القدرة على إصابة المطعمين باللقاح.
وقالت البيانات التي جمعتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن متحور “دلتا” يمكن أن يؤدي إلى إيقاع إصابات خطيرة بالأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، بدرجة تفوق كافة المتحورات المعروفة، مثل “ألفا” و”بيتا”، على ما أوردت صحيفة واشنطن.
وذكرت الصحيفة أنها اطلعت على البيانات كانت جزءا من تقرير داخلي أعدته المراكز الأميركية، وأظهرت أن “دلتا” شديد العدوى إلى درجة توازي فيروس الجدري، المعروف بشدة عدواه.
وتم اكتشاف المتحور لأول مرة في الهند في ديسمبر 202، وذكرت تقارير طبية سابقة أن قابلية انتقال “دلتا” تزيد بنسبة بنحو 40- 60 بالمئة عن السلالة الأصلية لكورونا.
ومع أن التقرير لم يشر إلى النسبة الجديدة، إلا أنه يرجح أن تكون كبيرة للغاية.
ودعا التقرير المسؤولين الحكوميين إلى الاعتراف بأن “الحرب قد تغيرت” نظرا لخطورة المتحور.
وأورد بيانات من مقاطعة بولاية ماساتشوستس أظهرت تفشي المتحور الجديد هناك، مشيرة إلى “دلتا” التي تخترق أجساد الأشخاص الملقحين بحمل فيروسي مماثل لأولئك الذين لم يلقحوا.
والحمل الفيروسي مصطلح علمي يعبر عن كمية الفيروس الموجودة داخل جسم الإنسان.
غالبية الملقحين أصيبوا
ورغم أن الوثيقة الحكومية لم تعط أرقام، إلا أن مراكز السيطرة على الأمراض كشفت لاحقا وبعد تسرب التقرير مزيدا من التفاصيل حول تفشي “دلتا” في المقاطعة المعنية بولاية ماساتشوستس.
وقالت المراكز الأميركية إنه في عطلة عيد الاستقلال بمقاطعة كيب كود، أدى تفشي “دلتا” إلى إصابة 469 شخصا، رغم أن غالبيتهم (74 في المئة) جرى تطعيمهم.
وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن “دلتا” أكثر قابلية للانتشار مقارنة ببقية النسخ الأخرى من فيروس كورونا، وفيروسات أخرى مثل الجدري والإيبولا.
ورغم أن اللقاحات المعتمدة في الولايات المتحدة تمنع أكثر من 90 في المئة من الإصابات الشديدة، إلا أن الخصائص المميزة للمتحور الخطير تجعلها أقل فعالية نسبيا في منع العدوى وانتقالها.
وقالت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، روشيل والينسكي، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” إن على الناس أن تفهم أننا لا نشاركهم معلومات كاذبة، فمتحور “دلتا” واحد من أكثر الفيروسات المعروفة قدرة على الانتقال والعدوى.
وأضافت أنه ثمة حاجة لمزيد من الإجراءات المشددة من أجل مواجهة تفشي المتحور الخطير حتى بين الأشخاص المطعمين.
وجرى تسريب تفاصيل التقرير بالتزامن تغيير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها للتوصيات بشأن الإجراءات الاحترازية.
ويشمل ذلك إعادة فرض إرتداء الأقنعة حتى للأشخاص الملقحين في الأماكن المغلقة، بصرف النظر عن حالة التطعيم الخاصة بهم ، خاصة في المناطق التي ينتقل فيها الفيروس “بشكل كبير أو مرتفع”.