يقول: إن أهالي مكة يحتفظون في ذاكرتهم بالعديد من العادات التي تتزامن مع الحج، ولعل أبرزها استقبالهم الضيوف بماء زمزم والحلويات المكية الشعبية مثل اللدو واللبنية و«النُقل» المكونة من الحمص، والخرنوب الحلوى الملونة ذات النكهات المختلفة، وكذا الزرنباك وطبطاب الجنة وغيرها. لافتاً إلى أن أهل مكة يودعون حجاج الداخل بعادة «النثيرة» بعد أن يمن الله عليهم بأداء مناسك الحج والعودة من المشاعر المقدسة، إذ يتم وضع كافة مكونات «النُقل» في إناء فارغ وخلطها ثم رشها على الحاج فور وصوله مع أصوات الزغاريد والأهازيج الشعبية.
وقال قصاص إنه في بداية شهر الحج يتفرغ نساء مكة المكرمة للمعمول الذي يعد الطبق الموسمي لأهل مكة ومن أقدم الأطباق التي تعدها الأسر خلال الحج. مبيناً أن نساء الحي كن يجتمعن لتجهيزه وإعداده، ويسمى الاجتماع بـ«الصنيع» يتشاركن في صناعته فبعضهن يقمن بتجهيز العجينة وأخريات يعملن على إخراج النواة من التمور وتتوزع النساء الباقيات على مهام التجهيز والإعداد ومن ثم يتم حمله عبر صناديق خشب إلى المشاعر المقدسة.
ويستطرد المطوف قصاص: من العادات القديمة التي ارتبطت بموسم الحج في مكة عادة «الخليف»، إذ كان الرجال يذهبون إلى المشاعر المقدسة بدءاً من يوم التروية، وكانت مكة المكرمة تخلو من الرجال في يوم عرفة وتخرج النساء لحراسة الأحياء والمنازل، وإذا شاهدوا رجلاً تخلف عن الحج بغير عذر يعيبن عليه بقاءه في مكة المكرمة مرددات الأهزوجة الخاصة بهذا اليوم: يا قيسنا يا قيس الناس حجوا.. وأنت قاعد ليش؟ لليلة نفرة قوم اذبح لك تيس.. قوم روح لبيتك.. قوم اخبز لك عيش».
مضيفاً أنه في يوم وقفة عرفات تحرص نساء مكة المكرمة على الذهاب إلى الحرم المكي الشريف للطواف بالكعبة المشرفة، وتناول وجبة الإفطار، ومن ثم الذهاب إلى منازلهن لإحياء يوم الخليف.
هل لديك سؤال؟
تابعنا على السوشيال ميديا او اتصل بنا وسوف نرد على تساؤلاتك في اقرب وقت ممكن.