خلال المؤتمر الخاص بتدشين مشروع حقل الجافورة في مدينة الظهران قبل يومين، عرض وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في المؤتمر، صورتين الأولى لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، والثانية تجمع وزير الطاقة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وشرح حيثياتها ومناسبتها.
ولكن اللافت للأمر ويتبادر إلى أذهان الحاضرين والمتابعين، لماذا عرض الوزير هذه الصورتين، الذي يصل عمر الأولى أكثر من 100 عام والثانية عمرها إلى قرابة السنتين؛ تبدو الإجابة واضحة، وهي أن الوزير يحتفظ بأرشيفه الخاص؛ ليوثق العمر الزمني لأي فكرة أو مشروع يعمل فيه، ولأنه رجل طاقة، فالصورة تكون في كثير من الأحيان مصدر طاقة وإلهام لمن حولها، وتعبر عن عشرات الكلمات، ولا حاجة للمزيد من الكلام إذا كانت الصورة حاضرة.
وعلق وزير الطاقة خلال الحفل على الصورة الأولى قائلا: لتطوير حقل الجافورة أهميةٌ اقتصاديةً متميزةً، من جوانب عدة، للمملكة. ولكن للجافورة، كذلك، مكانةٌ عزيزةٌ في تاريخ بلادنا الغالية. فخلال شهري شعبان ورمضان من عام 1319هـ، بقي الملك عبدالعزيز، ومن كان معه من رجاله، وهم لا يزيدون على ثلاثةٍ وستين رجلاً، في الأطراف الشمالية من الجافورة.
وفي هذا يقول، رحمه الله، عن بقائهم في الجافورة: «ولم يدرِ أحد عنا أين كنا، فجلسنا شعبان بطوله، إلى عشرين رمضان».
ثم انطلق من هناك متجهاً صوب الرياض، ولم يبزغ فجر الخامس من شوال إلا والمنادي ينادي في الرياض أن «المُلك لله، ثم لعبدالعزيز بن سعود»، لتنطلق بعد ذلك ملحمة ومسيرة نجني اليوم ثمارها، بفضل الله جل وعلا، ثم بفضل حكمة ورؤية قيادات مملكتنا الغالية، وولاء وإخلاص شعبها الكريم.
فيما ذكر بأن الصورة الثانية كانت في مناسبة عامة قبل سنتين كان ولي العهد مستقبلا أحد رؤساء الدول وبعد توديعة سنحت لي الفرصة لكي أتحدث معه في موضوع الجافورة، وكان الحديث يتمحور في كيف نطور حقل الجافورة وماذا نحتاج من الشركات على رأسها أرامكو السعودية وكيف نستخدم أحدث الأساليب الهندسية لتطوير حقل الجافورة وطلب ولي العهد تقديم عروض من جهات متعددة وقدمنا عرضا له وعلى الفور حصلنا على موافقته.
وصدر أمر بالبدء بتطوير الحقل، على أن تكون أولوية تخصيص إنتاجه من الغاز والإيثان والسوائل للقطاعات الوطنية في الصناعة والكهرباء وتحلية المياه والتعدين وغيرها.
ويعد حقل الجافورة الأكبر في المملكة للغاز غير التقليدي، من حيث حجم المخزون والمساحة، إذ يبلغ طوله 170 كيلومترًا، وعرضه 100 كيلومتر، ويبلغ مخزون الغاز في الحقل أكثر من 200 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام الرطِب، الذي يحتوي على الإيثان، وسوائل الغاز، والمكثفات، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز الطبيعي من الجافورة مع نهاية 2024، وأن يصل الإنتاج إلى ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم، من غاز البيع، عند اكتمال تطوير الحقل.