وقال في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية اليوم (السبت): إن الإخفاق النهائي ليس في الحقيقة نتيجة حروب أبدية ولا محاولة إعادة تشكيل الأمم، وإنه إذا لم يكن لدى الغرب الصبر لمواصلة الحروب فعندئذ لا ينبغي له الشروع فيها في المقام الأول، وإذا لم يساعد البلدين على إعادة بناء المؤسسات بعد المشاركة في الحرب، فسينتهي به المطاف بفوضى مذهلة مثل ليبيا.
ورأى أن الإخفاق الرئيسي في أفغانستان هو الفشل في التعلم من معاناتنا السابقة مع الإرهاب، وأنك لن تصل إلى سلام دائم إلا عندما يكون لديك مفاوضات شاملة، وليس عندما تحاول فرض تسوية بالقوة كما فعلت بريطانيا مع آيرلندا الشمالية عندما حاولت صنع السلام في أعوام 1973 و1985 و1993، مستثنية «الشين فين» في كل مرة، وفي كل مرة فشلت بإنهاء الاضطرابات.
ولفت إلى أن بلاده في أفغانستان كررت الأخطاء السابقة بآيرلندا الشمالية، وكانت أول فرصة ضائعة في أبريل 2002 عندما جنحت طالبان للسلم بعد انهيارها. وبدلا من إشراكها بعملية شاملة ومنحها حصة في أفغانستان الجديدة، واصل الأمريكيون ملاحقتهم وعادوا إلى القتال.
واعتبر أنه كانت هناك فرص ملموسة متكررة لبدء مفاوضات مع طالبان منذ ذلك الحين، حيث كانت في ذاك الوقت أضعف بكثير مما هي عليه اليوم ومستعدة لتسوية، لكن القادة السياسيين كانوا شديدي الحساسية من رؤيتهم وهم يتعاملون علنا مع جماعة مسلحة.
ويرى باول أن الغرب لديه دين أخلاقي لشعب أفغانستان وأن الطريقة الوحيدة التي يمكن للمجتمع الدولي أن يساعدهم بها هي استخدام أي نفوذ تركه مع طالبان للضغط من أجل عملية شاملة في أفغانستان. وهذا يجب أن يشمل حكومة تمثيلية وخاضعة للمساءلة وآلية مراقبة للتأكد من قيامها بذلك فعلا. وأكد أن من مصلحة الغرب الذاتية القيام بعملية سلام شاملة في أفغانستان لأنه إذا سقطت في حرب أهلية مرة أخرى فستشعر أوروبا بتأثير اللاجئين والمخدرات والإرهاب في شوارعها.
وخلص باول إلى أن الدرس المستفاد من أفغانستان واضح كما كان في آيرلندا الشمالية، وهو أنه إذا أردنا يوما ما تأمين سلام دائم؛ فعلينا التعامل مع أعدائنا وليس فقط مع من نحبهم.