يواجه تنظيم القاعدة تحديات عدة عقب مقتل زعيمه أيمن الظواهري بداية شهر أغسطس الجاري، خلال غارة جوية أمريكية استهدفت منزله بالعاصمة الأفغانية كابول، لتطوى صفحة القطب الثاني بعد أسامة بن لادن في التنظيم، بعد سنوات من الاختفاء.
وخلف مقتل «الظواهري» تساؤلاً محيراً حول هوية الشخصية الجهادية الجديدة التي ستقود التنظيم خلال المرحلة القادمة في ظل نجاحات التحرك الدولي لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه بشكل قوي وتجفيف مصادر التمويل.
وتوقع الجهادي السابق نبيل نعيم في تصريحات إلى «» أن تطول عملية إعلان خليفة «الظواهري» لعدة أسباب أهمها تشرذم التنظيم وتساوي الرؤوس وبالتالي لا يوجد تفضيل لأحد على الثاني، لافتاً إلى أن مقتل زعيم التنظيم أضعف «القاعدة» مالياً، كونه العقل المدبر لتوفير الدعم المادي الكبير للتنظيم وكلمته المسموعة لجميع الأفرع بالخارج التي يعتمد عليها التنظيم في تحركاته وأعماله التخريبية.
وأشار إلى أن التنظيم يعيش وضعاً لا يحسد عليه وبات في «غرفة الإنعاش» بسبب تساقط قياداته التي مثل مقتلها ضربة موجعة للإرهاب العالمي ودرسا كبيرا للجماعات الإرهابية الأخرى.
ولفت نعيم إلى أن قيادات التنظيم مطاردة من مختلف الدول ولذا فإن إعلان أي من المرشحين لخلافة الظواهري صعب حالياً حتى لا يكون هدفاً سهلاً لأمريكا، مؤكداً أن التنظيم تراجع بشكل كبير في القارة الأفريقية خصوصاً في تشاد ومالي وأصبح الولاء لـ«داعش» وهو ما يعطي تحولاً لمدى التشرذم والضعف للقاعدة في الوقت الحالي، فضلاً عن مقتل معظم قيادات التنظيم وتصفيتها.
واستبعد القيادي الجهادي ترشيح الضابط المصري السابق سيف العدل لتولي خلافة الظواهري، موضحاً أن زيارة سيف العدل لإيران حجمت دوره، خصوصاً أن طهران قد تسعى للاستفادة منه عسكرياً، بدلاً من القيادة التنظيمية لخبرته في العمل العسكري.
وتوقع القيادي الجهادي السابق تشرذم الفروع في المغرب واليمن وانفصالها عن القاعدة الأم، مؤكداً أن الظواهري أبلغه عام 1992 أثناء لقاء في السودان أن إيران تسعى لتجنيدهم عملاء لحسابها لكنهم يرفضون لأنهم لا يستفيدون منها شيئا.