لماذا يغسل البطريرك أو الأسقف أو الكاهن أرجل الشمامسة والشعب


12:14 ص


الجمعة 22 أبريل 2022

كتب- مينا غالي:

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بـ”خميس العهد”، وهو آخر خميس في أسبوع الآلام، والذي يسبق عيد القيامة المجيد.

ويحتل هذا اليوم قدسية كبيرة لدى الأقباط لاعتباره يوم ذكرى تأسيس سر التناول في الكنيسة أثناء العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه، كما يشتهر هذا اليوم بقيام البطريرك أو الأسقف أو الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والشعب، ويستعرض سبب هذا الطقس في قداس خميس العهد.

طقس غسل الأرجل

يقوم البطريرك أو الأسقف أو الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والشعب في قداس خميس العهد، وذلك بعدما يُصلي طقس صلاة اللقان (تبريك المياه)، اقتداءً بقيام السيد المسيح بغسل أرجل التلاميذ أثناء خميس العهد.

وذكر إنجيل يوحنا عن السيد المسيح في الإصحاح 13: “4 قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا، 5 ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا. 6 فَجَاءَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ. فَقَالَ لَهُ ذَاكَ: «يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ رِجْلَيَّ!» 7 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». 8 قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لَنْ تَغْسِلَ رِجْلَيَّ أَبَدًا!» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ».

9 قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا يَدَيَّ وَرَأْسِي». 10 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». 11 لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ، لِذلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ طَاهِرِينَ». 12 فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ 13 أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. 14 فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، 15 لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17 إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.”

لماذا غسل الأرجل على وجه الخصوص؟

يبدو من الإشارات إلى غسل الأرجل في العهد القديم في أسفار التكوين والقضاة وصموئيل الأول وصموئيل الثاني ونشيد الأنشاد، أن غسل الأرجل كان أول شيء يتم بعد الدخول إلى الخيمة أو إلى المنزل بعد العودة من رحلة أو سفر. إذ كان الناس يلبسون نعالًا، وكانت الطرق متربة، وكان غسل الأرجل يتم للنظافة وللانتعاش. وفي حالة الناس العاديين، كان رب البيت يقدم لهم الماء، ويقومون هم بغسل أرجلهم، ولكن في البيوت الكبيرة كان يقوم خادم بغسل أرجل الضيوف، فقد كان هذا العمل يعتبر من أحط الأعمال (1 صم 25: 41).

وقد عاتب السيد المسيح سمعان الفريسي بالقول “إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تُعِط. أما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتها بشعر رأسها” (لو 7: 44).

وفي الليلة الأخيرة قبل الصلب، غسل السيد المسيح أرجل التلاميذ (يو 13: 1-16) لكي يعلمهم التواضع، ويغسل قلوبهم من الكبرياء التي كانت فيهم، وجعلتهم يتنافسون على المركز الأعظم، إذ قال لهم: “أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالًا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا” (يو 13: 1-17).

وهناك العديد من الكنائس التي تمارس هذا العمل في يوم الخميس المعروف باسم “خميس العهد”، وفي القرن الرابع ظهرت عادة في بعض الكنائس، فأصبح يتم غسل أرجل مَنْ يتعمدون في يوم خميس العهد.

وفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتم عمل هذا التذكار في يوم خميس العهد من كل عام؛ حيث يقوم الأب البطريرك أو الأسقف أو الكاهن بهذا المثال.