لندن مهددة بالدمار بسبب المناخ

أدى تغير المناخ إلى تحريك تربة لندن الفريدة من نوعها، إذ تكون دائما عرضة للانكماش والتوسع، ولهذا السبب يزداد خطر انحطاط التربة، ما قد يؤدي إلى تدمير عديد من المباني التاريخية في لندن.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرج” نقلا عن المهندسين وشركات التأمين المحلية، لا تزال مبان تاريخية كثيرة في العاصمة البريطانية في حال سيئة وتستمر في الانهيار تدريجيا بسبب تغير المناخ.

وأشارت الوكالة إلى أن بريطانيا واجهت في الأعوام الأخيرة الماضية فترات جفاف صيفية بعد شتاء ممطر. وبسبب ذلك تواجه المباني التاريخية في الأجزاء الوسطى والجنوبية الشرقية من البلاد، بما في ذلك في العاصمة مشكلات كبيرة.

وبحسب ما أوضح لي جونز مهندس المسح الجيولوجي البريطاني، فإن طين لندن فريد من نوعه حيث إنه شديد التأثر بتغير المناخ. وقال الجيولوجي، “كلما ازداد المناخ رطوبة، ازداد انتفاخ الطين وتمدده، وتاليا زاد جفافه وانكماشه وتشققه”، مشيرا إلى أن المباني والطرق تشهد هبوطا في منطقة العاصمة البريطانية.

ووفقا لتقديرات “بلومبيرج”، إذا كان 20 في المائة فقط من مباني لندن معرضا عام 1990 للخطر بسبب هبوط التربة، فإن نسبتها سترتفع إلى 43 في المائة في 2030، وفي 2017 ستزداد النسبة إلى 57 في المائة. وفي الوقت نفسه هناك مخاطر أكبر في الأجزاء الوسطى والشمالية من لندن، حيث تسود المباني التاريخية.

وقال أنطوني بادلي، الإداري في شؤون خسارة الممتلكات في بريطانيا، “تم بناء عديد من المنازل في المملكة المتحدة على قاعدة الطين الداكن، ويمكن أن يتسبب الطقس الجاف خصوصا في تغيير وضع العقارات. وفي لندن، التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، قد يجعل هبوط التربة معظم المنازل غير صالحة للسكن”. وأضاف الخبير أنه تم بناء واحد من كل ستة منازل في إنجلترا قبل 1900، عندما لم تكن تأخذ المعايير الهندسية في الحسبان درجات الحرارة القصوى.