لنفترض أن السلطة خضعت ووافقت العمل مع إسرائيل على وقف الانتفاضة !!

بقلم د.ناصر اللحام.. امتلأت الصحافة العبرية منذ أسبوعين بالحديث عن الدور الوظيفي المفترض للسلطة الفلسطينية في وقف اية انتفاضة ومنع اية عمليات عسكرية ضد المستوطنين وضد جيش الاحتلال.

ولنفترض فعلا ان هذه من مهمات السلطة بحسب اتفاقيات أوسلو. فلماذا تفترض إسرائيل ان السلطة تملك هذه القدرة الان؟

أليست إسرائيل! أليست ذاتها الصحافة العبرية بنفس المحللين ونفس المراقبين ونفس أسماء المختصين ونفس الجنرالات هم الذين يكتبون منذ سنوات عن ضعف السلطة وخيبتها في التماسك وضبط الامن؟

أليست ذات الأسماء ونفس الوجوه الذين يكتبون منذ 2015 عن الاقتتال داخل السلطة وعن فساد السلطة وعن التجهيز لخلافة عباس وعن ضعفها وعدم قدرتها على السيطرة!

من أضعف السلطة؟

مخيم جنين أضعف السلطة؟ ام إبراهيم النابلسي ورفاقه؟ أم الشهداء والمقاتلين الذين يدافعون عن مدنهم وعن بيوتهم من هجمات المستوطنين؟ ام حكومات إسرائيل التي لم تعتقل ولا أي مستوطن رغم كل الجرائم وحرق الزيتون واحراق المنازل؟

خبراء الشأن الفلسطيني وخبراء الشؤون العربية يسخرون من القارئ العبري فيكتبون أي كلام من دون أي حسب ولا رقيب.. ولا احد يحاسبهم ولا احد يدقق من وراء كتاباتهم وبعض القنوات العربية تكرر ما تقوله هذه الصحافة بشكل مهين. وكتابات وتقارير الصحافة العبرية تصب في صالح الحكم العسكري فلا يمانع ذلك. وتدور الطاحونة ليقبل المستوى السياسي الإسرائيلي بالهراء الذي يكتبه (مختصو الشؤون العربية) للقراء اليهود. فتصبح هذه الخزعبلات موقفا إسرائيليا. ويتم نقل الموقف لأمريكا، فيصبح موقفا أمريكيا ومن ثم أوروبيا وغربيا.

تل ابيب طلبت وساطة قطر للضغط على السلطة لوقف الانتفاضة الراهنة. كما طلبت وساطة مصر ولا شك انها طلبت وساطة دول عربية وإسلامية أخرى تعرفونها.

ثم انتبه المحللون الإسرائيليون فجأة ان الوضع المادي للشعب الفلسطيني يتحطم (كانوا انفسهم كذبوا وكتبوا حين جاء بايدن لزيارة بيت لحم ان إسرائيل تقدم تسهيلات اقتصادية هائلة للفلسطينيين وللسلطة!!! ) .

وفي اخر قول للصحافة العبرية ان خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الأمم المتحدة قد يلهب الانتفاضة والعمليات.

المقاتلون في الضفة الذين يقاتلون حتى الموت في شوارع الضفة هم من كتائب شهداء الأقصى ومن سرايا القدس وعدد كبير من المستقلين (وليس لفصيل اخر أن يدعي غير ذلك حتى اليوم) . هؤلاء المقاتلون لا ينتظرون سماع خطاب الرئيس امام المتحدة. ولا ينتظرون نتائج الوساطات القطرية ولا غيرها. وليسوا من موظفي السلطة.

والفرق بين هذه الانتفاضة وبين انتفاضة الأقصى عام الفين. ان الأخيرة كان يقودها الرئيس عرفات. اما هذه الانتفاضة فهي التي تقود أبو مازن وتقود السلطة وتقود باقي التنظيمات.

ولو قررت السلطة ان تخضع للضغوطات وتقتحم المخيمات بدلا عن جيش الاحتلال. فان هذا يسمى انتحارا سياسيا بشعا.