تحت عنوان: ‘‘السّخط يتصاعد ضد حزب الله’’، قالت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية، في عددها الصّادر اليوم الاثنين الموافق 09 أغسطس/آب 2021، إنّ المواجهات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل سلّطت الضوء على الهوة بين التيار الموالي لإيران والمجتمعات الأخرى.
وأضافت ‘‘لوفيغارو’’ تعرض مسلحين من حزب الله لهجوم أثناء تنفيذ عملية ضد إسرائيل، يوم الجمعة الــ6 أغسطس / آب في قرية الشوايا الدرزية في جنوب لبنان، يعد مشهداً غير مسبوق. فبحسب الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي تحدث في الموالي، فإن الأمر يتعلق بالرد بطريقة ‘‘مناسبة ومتناسبة’’ على سلاح الجو الإسرائيلي، الذي قصف ‘‘مناطق مفتوحة’’ من الأراضي اللبنانية في اليوم السابق، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 2014. وبرر نصر الله ما حصل قائلاً: ‘‘ضربنا من هناك لأننا لم نتمكن من إصابة أهدافنا من نقطة أخرى’’.
وتقع القرية في الواقع خارج منطقة عمليات اليونيفيل وتواجه مزارع شبعا، المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل، والتي أطلق حزب الله باتجاهها وابل صواريخه. بعد ذلك، تمكن الطرفان المتحاربان من العودة إلى الوضع السابق، تشير ‘‘لوفيغارو’’.
وكما هو الحال غالباً في لبنان، فسرعان ما تحولت المناوشات في الشوايا إلى حادث مجتمعي، مما أثار مخاوف من تكرار ‘‘أحداث عام 2008’’، عندما سيطر حزب الله على بيروت بالقوة. في ذلك الوقت، اشتبك مقاتلوه مع طوائف أخرى، وخاصة الدروز والسنة. هذه القضية حاضرة بشكل أكبر في الأذهان مع تزايد التوترات الطائفية، تقول ‘‘لوفيغارو’’، مذكِّرة بما حدث، في أوائل شهر أغسطس/آب الجاري، في بلدة خلدة عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب عدة أشخاص من حزب الله، في اشتباك مسلّح بين عناصر من قبيلة عربية سنية وأنصار الميليشيات الشيعية، خلال تشييع عنصر حزبي قتل على خلفية ثأر.
ومضت ‘‘لوفيغارو’’ إلى التأكيد أن جماعة حزب الله، الشيعية الموالية لإيران، تواجه بالفعل معارضة متزايدة، تأتي من خصومه السياسيين، الذين يقودون حملة تشويه قبل الانتخابات التشريعية لعام 2022. وتنقل الصحيفة عن أمين قمورية من قناة ‘‘الجديد’’ التلفزيونية قوله ‘‘إن هذه التوترات تعكس أيضًا قلق العديد من اللبنانيين الذين يشعرون على نحو متزايد بأنهم محتجزون كرهائن بين إيران والولايات المتحدة’’.
وأشارت ‘‘لوفيغارو’’ إلى أنه خلال إحياء ذكرى كارثة 4 آب / أغسطس 2020، كانت هناك مطالب بـــ‘‘خروج إيران من لبنان’’، بينما هتف آخرون ‘‘حزب الله ارهابي!’’، وهم يمثلون شريحة من اللبنانيين، لم يعد حزب الله يجسد في نظرهم المقاومة ضد إسرائيل، بل يمثل جهاز الميليشيا الذي سيطر على الدولة اللبنانية ويمنع أي تغيير سياسي، تقول الصحيفة الفرنسية.