ليلة حريق «إيفين».. ماذا جرى في معتقل الملالي سيئ السمعة؟

أفصحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن تفاصيل مخيفة لما جرى في سجن «إيفين» سيئ السمعة في طهران منتصف أكتوبر الذي راح ضحيته 8 قتلى وأصيب نحو61 آخرين، وسط مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا.

وأفادت بأن الجماعات الحقوقية وثقت تاريخاً طويلاً من التعذيب وشتى أشكال الانتهاكات الأخرى، مؤكدة أنه على مدار أكثر من 40 عاماً، كان سجن إيفين في طهران أبرز رمز على الحكم الاستبدادي، ذاك المجمع الخطير المبني على الخوف والسيطرة المطلقة، الذي نادراً ما تخترق الاضطرابات جدرانه.

وأظهرت مقاطع الفيديو من ليلة اندلاع الحريق أشخاصاً يرددون هتافات «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي».

وفي محاولة لفهم ما حدث ليلة الحريق، حللت الصحيفة عشرات الصور ومقاطع الفيديو، وتحدثت مع نشطاء ومحامين وسجناء سابقين وعائلات سجناء حاليين، وخبراء أسلحة وطب شرعي، وكانت النتائج دامغة، إذ يبدو أن أكثر من حريق واحد بدأ عن قصد في وقت كان فيه السجناء محتجزين داخل زنازينهم. ولفتت إلى أنه عندما حاولوا الفرار من الحريق، اعتدى عليهم الحراس وقوات الأمن بالهراوات، والذخيرة الحية، والكريات المعدنية، والمتفجرات.

وحلل خبير الأدلة الجنائية الصوتية وباحثون بجامعة كارنيجي ميلون ستيفن بيك، مقاطع الفيديو التي قدمتها «واشنطن بوست»، مؤكدين أنه تم إطلاق أكثر من 100 طلقة نارية مختلفة، وحدد التحليلان إطلاق نار من سلاح آلي «متوافق مع AK47»، إضافة إلى أصوات يرجح أنها جاءت من مسدسات وبنادق. وأصر بيك على أنه كان هناك أيضاً انفجاران على الأقل «متوافقين مع القنابل اليدوية».

وتفحص الباحث وخبير الأسلحة أمائيل كوتلارسكي، مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية قدمتها «واشنطن بوست»، وانتهى إلى أن قنابل صوتية تم إلقاؤها على الأرجح في السجن، «بناء على الفلاش والانفجار المسموع» بالفيديو.

وأرسل النظام تعزيزات إلى إيفين للتعامل مع الاضطرابات، بما في ذلك «قوات الأمن، والباسيج، ووحدات الشرطة الخاصة»، بحسب ما قاله المدير العام لسجون محافظة طهران حشمت الله حياة الغيب في مقطع فيديو.