ليلة سقوط كابول.. طالبان تسيطر والرئيس الأفغاني يهرب وخوف من

كتب – محمد صفوت:

دخل مقاتلو حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابول الأحد، وسيطروا على مرافق ومؤسسات حكومية بعد قتال لم يدم طويلاً مع قوات الأمن الأفغانية، في سعي الحركة إلى العودة لحكم البلاد مرة أخرى بعد 20 عامًا من الحرب الأمريكية على أفغانستان.

بدوره أكد متحدث باسم حركة طالبان سهيل شاهين، في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الحركة لا تنوي القيام بأعمال انتقامية، وأنها ترغب في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة.

رغم تصريحات المتحدث باسم طالبان المُطمئنة بعض الشيء، إلا أن مسؤولان من الحركة، أكدا لوكالة “رويترز” للأنباء، أنه لن تكون هناك حكومة انتقالية، وأن الحركة تتوقع تسلم السلطة كاملة.

بدوره أعلن مصدر من طالبان، لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، استعداد الحركة لإعلان “الإمارة الإسلامية” من داخل القصر الرئاسي.

في وقت سابق من اليوم، وصل وفد من طالبان إلى القصر الرئاسي في كابول، لإجراء محادثات بشأن تسلم السلطة، وأعلن وزير الداخلية الأفغاني عبدالستار ميرزا كوال، أنه سيجري انتقال سلمي للسلطة.

وذكرت وسائل إعلام أفغانية، أن قوات الجيش الأفغاني تلقت أوامر بتسليم قاعدة “باجرام” لطالبان. وتأتي هذه التطورات المتسارعة بعد سيطرة الحركة على شتى المعابر الحدودية في أفغانستان.

طالبان في القصر الرئاسي

بعد ساعات قليلة من سيطرة الحركة على العاصمة، أعلنت دخول مقاتليها إلى القصر الرئاسي، بعد فرار الرئيس أشرف غني، مع اختفاء القوات الأمنية الأفغانية التي تدربت على مدار عقدين من الزمان على أيدي القوات الأمريكية.

ورفعت طالبان علمها على مقر القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، بعد اقتحام القصر دون مقاومة من حراس الأمن بالقصر.

وكانت مستشفى في كابول أعلنت أن أكثر من 40 شخصًا أصيبوا في اشتباكات في الضواحي لكنه لا يبدو أنه كان هناك قتالاً عنيفًا.

هروب أشرف غني

وفرَّ غني، من العاصمة الأفغانية كابول بعد دخول حركة طالبان وسيطرتها على المرافق الحكومية في العاصمة.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، عبد الله عبد الله، اليوم الأحد، فرار الرئيس أشرف غني من البلاد، في الوقت الذي تطوق فيه قوات حركة طالبان العاصمة كابول.

وتضاربت الأقوال حول الوجهة التي سلكها غني، إذ أفادت وسائل إعلام محلية بأن الرئيس غادر إلى طاجيكستان.

وأعلن الحارس الشخصي لغني، أن الرئيس غادر كابول مع عدد من المسؤولين وعائلته عبر طائرتين نحو طشقند في أوزبكستان، وأنه أبلغه بمواصلة التنسيق مع حامد كرزاي لإجراءات نقل السلطة.

فيما نقلت “روسيا اليوم” عن قناة “كابول نيوز” الأفغانية، قولها إن الرئيس أشرف غني وصل اليوم الأحد إلى سلطنة عمان.

وذكرت القناة التلفزيونية أن “زوجة غني رولا وشخصين آخرين غادروا كابول أولاً إلى طاجيكستان ثم إلى عُمان وهم الآن هناك”.

وذكر مسؤول بوزارة الخارجية الأفغانية، لوكالة “رويترز” للأنباء، إن موقع غني غير معروف بعد، بينما أعلنت طالبان أنها تتحقق من مكانه.

غني يُعلق على هروبه

أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني، أنه اختار اليوم خيارًا صعبًا للوقوف في مواجهة حركة طالبان التي أرادت دخول القصر الرئاسي، أو مغادرة الوطن.

وتابع في بيان في أول تعليق له بعد هروبه من كابول عقب سقوطها في أيدي طالبان، أنه ضحى بحياته طوال العشرين عامًا الماضية.

وأضاف أنه حال استمر في مكانه لقتل الكثير من أبناء شعبه ودمرت مدينة كابول، وأنه اختار الخروج لتفادي فيضان إراقة الدماء.

مجلس تنسيق لنقل سلمي للسلطة في أفغانستان

قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي إنه تم تشكيل مجلس تنسيق لنقل سلمي للسلطة بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد، وسط تقدم طالبان.

وقال كرزاي على فيسبوك إنه تم تشكيل مجلس التنسيق للمساعدة في تجنب الفوضى الناجمة عن تقدم طالبان، فضلا عن الحد من معاناة الشعب والتعامل مع قضايا السلام.

ويضم المجلس في عضويته كلا من كرزاي، وأمير الحرب السابق قلب الدين حكمتيار، وعبد الله عبد الله رئيس المجلس الاعلى للمصالحة الوطنية.

يخشى العديد من الأفغان من عودة طالبان إلى ممارسات الماضي القاسية خلال فترة حكمهم 1996-2001، إذ لم تكن المرأة قادرة على العمل وتم فرض عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.

إجلاء الدبلوماسيين “المهمة الأولى”

مع تسارع وتيرة الهجوم والسيطرة على العاصمة، واستمرار وصول قوات أمريكية لتأمين مطار كابول حيث تجرى عمليات الإجلاء، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، نقل السفارة إلى مطار العاصمة تمهيدًا لعمليات إجلاء واسعة. وتم إجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من سفارتهم بطائرة هليكوبتر إلى المطار، وأعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن إجلاء العاملين بالسفارة الأمريكية في كابول هو “المهمة الأولى”.

وكان السفير الأمريكي في أفغانستان، على رأس المغادرين لمقر السفارة الأمريكية في كابول إلى مطار حامد كرزاي الدولي.

ولم يعلق بلينكن على حالة الإجلاء، على الرغم من تشديده عبر شبكة “ABC” الإخبارية الأمريكية، صباح الأحد على أن الوضع ليس مثل “سايجون”.

ويُقصد بسايجون الانسحاب الأمريكي من مدينة “هو تشي منه” الفيتنامية التي كانت تسمى سابقًا سايجون، بعد انتهاء الحرب الفيتنامية في عام 1975، عندما شاهد العالم صورًا لإنقاذ العاملين بالسفارة في عملية عمتها الفوضى.

بدورها أعلنت المملكة المتحدة تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في أفغانستان، مع الإبقاء على السفير البريطاني في العاصمة كابول.

كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء الأحد، إجلاء كافة أعضاء بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول، نظرًا للأوضاع التي تشهدها أفغانستان.

بدوره أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مساء اليوم الأحد أن من المنتظر البدء في إجلاء أول دفعة من موظفي السفارة الألمانية في كابول اليوم.