وافتتح المحرِّر الأمريكي إد ناوتكا الجلسة الثالثة “مستقبل الحكاية: حيث يلتقي الخيال والابتكار” مقدماً نبذة عن تجربته في التحرير، التي اكتشف من خلالها أن كل حكاية وكل رواية تختلف عن الأخرى في سماتها وتفاصيلها. فيما أوضح الرئيس التنفيذي لـ”جبل عمان ناشرون” سنان صويص، أن القارئ أصبح يفكّر في دوره، وانتقل من كونه متلقياً سلبياً إلى متلقٍّ إيجابي، وطالب الناشرين أن يسعوا إلى تجاوز حدود بلدانهم الجغرافية، وأن يقدِّموا نصوصاً قادرة على مواجهة التحدي المتمثِّل في اتساع المعرفة والثقافة لدى قارئ اليوم. أما الكاتبة ومستشارة النشر وفاء المزغني، فقالت :”إن فضاء نشر النصوص الروائية اتسع، وأصبحت شبكة الإنترنت منطلَقاً لنشر عدد غير يسير من الأعمال السردية، وشيئاً فشيئاً أمسى القرَّاء أكثر قدرة على أن يتحوَّلوا إلى كُتَّاب”.
ووصفت المزغني الجامعات العربية بأنها تفتقر إلى وضع مناهج دقيقة للنشر في خططها التعليمية، وتكتفي بإقامة ورش لا تدرِّس قيَم النشر وأساسيات المهنة.
وتخللت الجلسة مداخلات عدة، منها مقترح قدمه الإعلامي الكويتي محمد شاكر بتبنِّي بعض الجامعات إنشاء كلية أكاديمية متخصصة في النشر وما يتعلق بقطاعاته.
بعد ذلك عقَد المؤتمر جلسته الرابعة وركَّزت على “قدرات الكتاب على تجاوز حدود اللغة والثقافة”، وشاركت فيها المترجمة الأمريكية كلوديا ماريا تريسو، وعضو اتحاد المترجمين العرب جان جبور، وعضو مجلس إدارة دار رواية عبدالله الفراج، ورئيس مركز دراسات الترجمة الأدبية بجامعة “روتشستر” تشاد بوست، ومدير عام الترجمة بهيئة الأدب والنشر والترجمة هيلة الخلف.
واهتمت الجلسة الخامسة بالإمكانات غير المستغَلة في صناعة الكتاب، وتحدث فيها مؤسِّس قسم البحوث في “نيلسن بوكسكان” جيريمي نيت، ومؤسِّس موقع “نيل وفرات” صلاح شبارو، ومدير التسويق بمكتبة جرير محايي البحيري.
واشتمل برنامج اليوم الأول من المؤتمر على ورشتين تناولتا دور المحرر وقطاع النشر الذاتي، قدم ورشة دور المحرر نازلي بريفتان أك محرر و مدير حقوق النشر لدار بريل للنشر التركية، ودار موضوعها حول المحرِّر الأدبي نظرياً وتطبيقياً، وهدفت إلى التعريف بأهمية المحرر الأدبي ودوره في صناعة الكتاب، وبعض طرائق اكتساب مهارات التحرير نص أدبي.
فيما قدم الورشة الثانية مؤسِّس شركة “قوثم قوست رايترز” دانيال جرستن، وشرح فيها كيفية تطور وتنوع هذا القطاع، وما سيقدمه لصناعة النشر والمؤلفين والقرَّاء.