قررت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة “ماحاش”، إغلاق ملف التحقيق مع عنصر وحدة “المستعربين” التابعة لقوات “حرس الحدود”، قاتل الشهيد سند سالم الهربد، في عملية مشتركة مع جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) في مدينة رهط، في آذار/ مارس الماضي.
جاء ذلك بحسب ما أورد المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، روعي شارون، مساء اليوم، الثلاثاء؛ علما بأن تحقيقات “ماحاش” كانت قد أظهرت أن الهربد استشهد برصاصتين أطلقها عليه “المستعرب” القاتل من الخلف، استقرت إحداهما في القسم العلوي من ظهره.
وكانت الشرطة قد ادعت أن عناصرها تعرضوا لإطلاق النار من قبل ثلاثة أشخاص خلال العملية الأمنية في رهط، وقررت “ماحاش” فتح ملف تحقيق مع المستعرب قاتل الهربد، تحت طائلة التحذير وذلك للاشتباه بارتكابه تهمة “التسبب في وفاة” الشهيد الهربد.
وأفادت شارون بأن بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على جريمة إعدام الهربد، تلقى محامي المستعرب المقاتل، رسالة من وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة تفيد بأنه تقرر إغلاق ملف التحقيق بالقضية بادعاء “غير مذنب”.
واعترف القاتل الذي يخدم في وحدة “المستعربين” التابعة لقوات “حرس الحدود” الشُرطيّة، في الشهادة التي قدمها، أنه استهدف الشهيد الهربد برصاصتين، إذ أطلق النار في البداية على الجزء السفلي من جسد الهربد، وبعد أن سقط الشهيد أرضا، أطلق القاتل رصاصة أخرى استهدفت الجزء العلوي من جسده.
ودون أي مراعاة للإجراءت الطبية اللازم اتخاذها في مثل هذه الحالات، نقل عناصر وحدة “المستعربين” التي اقتحمت رهط، في عملية مشتركة مع الشاباك بدعوى اعتقال عمّال فلسطينيين يعملون في رهط دون تصريح، الشهيد الهربد وهو مصاب إلى مركز الشرطة في المدينة، حيث أقرت الطواقم الطبية وفاته متأثرا بجراحه.
كما أظهر تحقيق “ماحاش” أنه بالتوازي مع جريمة استهداف الهربد “التي استمرت عدة ثوان”، “اقترب مواطنان آخران من الشرطي واندلع تبادل لإطلاق النار في المكان بينهما وبين عناصر قوات الأمن الإسرائيلية، تم خلاله إطلاق عشرات الأعيرة النارية باتجاه عناصر الشرطة، وتمكنا من الفرار من المكان.
وكانت “ماحاش” قد قررت، إبعاد الشرطي القاتل عن العمل لمدة أسبوع وسحب سلاحه الشخصي منه، علما بأنه حظي بدعم وزير الأمن الداخلي، عومير بار-ليف، الذي تبنى مزاعم الشرطة بأن الهربد حاول إطلاق النار باتجاه القاتل وأنه عُثر بحوزته على مسدس مُلقّم غير مرخص؛ والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، الذي ربط بين عملية المستعربين والشاباك في رهط، والعمليتين في مخيم بلاطة وقلنديا (التي نفذت في نفس اليوم) حيث استشهد الشاب علاء شحام والفتى نادر ريان.
يذكر أن الشهيد الهربد، خلّف وراءه خمسة أطفال، لا يتجاوز أكبرهم سن العشرة أعوام.
وفي أعقاب استشهاد الهربد، زعمت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أنه “خلال نشاط عناصر وحدة المستعربين في رهط بهدف اعتقال مشتبهين اثنين، فُتحت النيران الحية تجاه القوات”، وادعت أن عناصرها تعرضت للخطر من جراء إطلاق النار، وأن عناصرها “حيّدت المسلح الذي شكل خطرًا على حياتها”.