ركزت الصحفة العبرية الصادرة، الأربعاءـ، على العملية العسكرية التي نفذت في مخيم جنين، وأدت لاستشهاد 12 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 100، واعتقال العشرات، إلى جانب مقتل جندي وإصابة آخرين.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفحص حاليًا الأهداف التي حققتها، في حين أن الشاباك يريد أن يضع يده على أهداف إضافية،ـ مشيرةً إلى أن العملية بالأساس كان الهدف منها استعادة الردع في جنين وضد مخيمات أخرى في الضفة، إلى جانب المحافظة على حرية العمل بالمنطقة.
وبينت الصحيفة، أن العملية خطط لها منذ أشهر، وتم التدرب عليها بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين في إحدى القواعد العسكرية، وأوكلت مهمتها للواء الكوماندوز.
ولفتت إلى أن 30 فلسطينيًا من بين المعتقلين في جنين ومخيمها، هم ممن كانوا على لائحة جهاز الشاباك، لافتةً إلى أن لم يعتقل أي مطلوب من الذين نفذوا هجمات مؤخرًا وفروا إلى جنين بمن فيهم منفذي عملية حرميش قرب طولكرم منذ أكثر من شهر وأدت لمقتل مستوطن.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد في الفترة المقبلة لمزيد من الاعتقالات بعد “هروب المسلحين إلى مخابئهم في قلب المخيم، وفرار بعضهم لخارجه بطرق مختلفة”.
وتقول الصحيفة العبرية، إن أحد الأهداف الرئيسية للعملية هو استعادة الردع بعد أن تحولت جنين إلى “ملجأً للإرهابيين”، وأصبح المسلحون بداخلها مدافعون عن منفذي العمليات في الضفة الغربية وحتى داخل “إسرائيل”، وكان الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات بناءً على معلومات استخباراتية ويعتقل بعضهم وفي بعض الأحيان يسقط ضحايا ما يثير ردود فعل دولية.
ويأمل الجيش الإسرائيلي أن تكون عمليته حققت الردع المطلوب بالتأثير على مناطق أخرى من الضفة الغربية مثل بلاطة وعسكر ونور شمس وعقبة جبر وطولكرم، وهي الأماكن التي بدأت تتبنى الطريقة التي تتصرف بها جنين، وقد تتطور فيها الأوضاع فيها إلى ما يشبه الوضع حاليًا في جنين ومخيمها.
وتقول: سيتم اختبار نجاح العملية، في العملية المقبلة للجيش الإسرائيلي في جنين، في حال واجه مقاومة شديدة على غرار ما قبل العملية، أو إذا كان تنفيذ الاعتقالات بعد الآن سيتطلب قوة أقل من القوات التي كانت تدخل من قبل.
وعدا عن ذلك، كما تضيف الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يشير إلى أن أهداف العملية تحققت، من خلال كمية الأسلحة والمتفجرات والعبوات الناسفة التي عثر عليها وهي كبيرة جدًا، وكشف أماكن المحاور والعبوات الناسفة التي زرعت، وتفكيك عدد كبير منها.
وفي تقرير آخر، رجحت الصحيفة ذاتها أن تتعرض إسرائيل لانتقادات دولية بسبب الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية في جنين ومخيمها.
وبينت الصحيفة، أن إسرائيل تقترح أن تدخل السلطة الفلسطينية في مشروع إعادة التأهيل لاستعادة موقعها في جنين ولتكون سلطة قوية وهامة وهي مصلحة إسرائيلية، ولكن هذه الخطوة بحاجة لمصادقة وزراء حكومة بنيامين نتنياهو الذي عليه أن يقنعهم بذلك.
ورجحت أن تعود القوات الإسرائيلية إلى جنين مجددًا، وأن هذا لن يستغرق وقتًا طويلًا، مشيرةً إلى حاجة الجيش الإسرائيلي لمواصلة نشاطاته في المنطقة للحفاظ على إيقاع مستمر من العمليات والمداهمات والاعتقالات وغيرها، والاستمرار في النشاط الاستخباراتي وتعزيزه.
وادعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي حقق الأثر المطلوب من العملية بتفكيك البنية التحتية للخلايا المسلحة والتي حرمت كبار المسؤولين من النوم خلال العام الماضي – وفق وصفها – مشيرةً إلى أن الجيش لم يتردد في الدخول للمخيم والوصول لكل مبنى وهدف وحتى المساجد من أجل تحقيق ذلك.
ولفتت إلى أن جزء من أهمية العملية يتعلق بعمل القوات البرية التي لم تنشط منذ 9 سنوات في عمليات مماثلة منذ عملية “الجرف الصامد” في قطاع غزة، وتم خلال العملية الجديدة استخدام قدرات لأول مرة، الأمر الذي فاجأ الخلايا المسلحة، لافتةً في الوقت ذاته أن هذه العملية محدودة وضد “عدو” صغير، وليس ضد “قوة الرضوان التابعة لحزب الله”. كما قالت.
وبينت أن هناك دعوات كانت في أوساط الجيش بالاستمرار في العملية وتعميق الانجازات بعد “فرار المسلحين”، إلا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ارتأت أن الأهداف استنفدت ولذلك تقرر الانسحاب كما هو مخطط له.
ونوهت إلى أنه سيتم إبقاء حالة التأهب المحدود في فرقة الضفة الغربية، وتنفيذ هجمات ومنها جوية في حال وقوع أي تطور.
من ناحيتها، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن اليومين الماضيين من العملية في جنين، أوضحت قدرة الفلسطينيين على تنفيذ هجمات انتقامية خلال تلك العمليات كما جرى في طعن إسرائيلي بمدينة بني براك، والهجوم الذي وقع أمس في تل أبيب، وهو ما يؤشر أن الحالة الدموية لم تنته بعد، وهي حقيقية تثبت أن أي عملية عسكرية لن تغير الواقع.
وادعت الصحيفةـ، أن الضربة الافتتاحية أربكت الخلايا المسلحة بالمخيم، وألحقت ضررًا بمنظومة الدفاع فيه، كما أن طريقة انتشار الجيش في جميع أنحاء جنين ومخيمها صعب من مهمة المسلحين التحصن في نقطة محددة.
وتشير الصحيفة، إلى أن قرار تجريف وتدمير البنية التحتية اتخذ من قبل قيادة الجيش الإسرائيلي بعد تفجير عبوة ناسفة ضد مركبة محصنة قبل نحو أسبوعين ما أدى لإصابة 7 جنود، واتضح أن العبوة حينها زرعت في عمق الأرض أسفل الطريق، ما دفع القوات المتوغلة في جنين للتجريف بشقوق عميقة في الطرق لكشف أي عبوات ناسفة ما تسبب بدمار هائل.
وبينت أن هذه الحادثة إلى جانب حادثة عملية إطلاق النار في مستوطنة عيلي ومقتل 4 مستوطنين، هي الأسباب التي دفعت تجاه تغيير النظرة نحو أهمية تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنين، خاصة في ظل الضغوط من المستوطنين واليمين في الحكومة الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة: تأمل إسرائيل أن يتم ترميم الأضرار من خلال السلطة الفلسطينية، وبالتالي قد يكون من الممكن السماح لها بالحصول على موطئ قدم من جديد في جنين.
وادعت الصحيفة أن الخلايا المسلحة في جنين أثبتت ضعفها خلال العملية الأخيرة، مشيرةً إلى أن العديد من الصحفيين الإسرائيليين دخلوا أمس لمدة ساعتين دون أن يكون هناك أي اشتباكات كما جرت العادة.
وتقول الصحيفة، إن العملية هذه رغم أنها توصف بالناجحة، إلا أنها لا تحمل أي فرصة حقيقية لتغيير جذري للوضع بالضفة الغربية، وفي أفضل الأحوال قد تقلص بشكل مؤقت “الإرهاب الناشئ” من جنين، كما تقول، وربما مع تحسن محدود في حالة الردع الإسرائيلي في مناطق أخرى.
وتقول الصحيفة، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن هذه العملية سيكون لها تداعيات على الخلايا المسلحة الأخرى التي بدأت تظهر في الضفة ومنها نابلس وطولكرم.
وترى الصحيفة أن الحل العسكري لن يكون كافيًا لتحقيق الهدوء، في ظل غياب أي أفق سياسي للفلسطينيين واستمرار العنف. كما تقول. مشيرةً إلى أن عدم الاستقرار الداخلي للسلطة سيسهم في استمرار الوضع الحالي، كما ستزيد عمليات شغب المستوطنين من ذلك.
من ناحيتها، قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، إنه لا يمكن لأي عملية أن تستمر ليومين أن تحقق جميع أهدافها، معتبرةً أن العملية حققت عدة انجازات لكن العمليات في جنين تستسمر لملاحقة المسلحين المتبقيين فيها.
وأكدت الصحيفة على أهمية استمرار العمليات في جنين بهدف “جز العشب” وحرمان الخلايا المسلحة من العودة لنشاطاتها، وأهمية فتح أفق أمام عودة السلطة لجنين وممارسة مهامها.
ورأت أن اختبار نجاح العملية بشكل حقيقي سيكشف عنه خلال الأيام المقبلة ومع مرور الوقت.
“القدس