ما بين طارق وخالد | مصراوى

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

مع حفظ الألقاب للوزيرين طارق شوقي وخالد عبدالغفار، وبعيدًا عن المعرفة أو التعامل المباشر بحكم الانتماء لمهنة الأستاذية المقدسة والخالدة أشهد وأقول:

أولًا: لقد التزم الوزيران برؤية قيادية سياسية ونظرة مستقبلية وأصرا على اتخاذ أشجع القرارات وأكثرها جرأة، ولهما في الرئيس السيسي المثل، ولم يخافا على مناصب أو نفاقًا للرأي العام، وتحملا الكثير، حتى يمكننا القول -والأيام تثبت ذلك- إنهما حققا إنجازًا كبيرًا إن أردنا أن يكون لدينا تعليم حقيقي على المستويين، يضمن لنا عقولًا، وليس خزائن أو صوامع معلومات تفسد بمجرد تخزينها.

ثانيًا: التناغم بينهما على كل المستويات وتحملهما للمسؤولية المشتركة تسليم وتسلم معلن وواضح، ما جعلهما محل تقدير الرأي العام، ومكنهما من ضرب التحديات والمقاومة الداخلية ضد أي تطوير، وهذا هو مفهوم المسؤولية الجماعية بحق.

ثالثًا: إن ما أسفرت عنه نتائج الثانوية العامة من إعلاء قيمة التفكير والإبداع على حساب التلقين والبغبغة يا سادة من واقع تجربتي على مدار أكثر من 45 عامًا في الجامعة رأيت الحاصلين على ما يزيد على 98% في مدرجات كليات الإعلام ولديهم ثلاثة أسئلة غاية في التخلف:

أولها: هل هناك كتاب؟، ثانيها: هل كله مقرر؟، وآخرها: كيف سيكون شكل الامتحان؟.

اليوم الأمر سيختلف.. أضف إلى ذلك إقرار وزارة التعليم العالي لاختبارات القدرات للعديد من الكليات، وفي مقدمتها كليات الإعلام الحكومية، والتي أتمنى أن تمتد إلى أقسام الإعلام بكليات الآداب، وكذلك الكليات الخاصة، فإن الأمر اختلف في العامين الماضيين وسيزداد اختلافًا إيجابيًا فيما هو قادم.

رابعًا: المعايير الصارمة علميًا وعالميًا التي أصبــحت محددة لأي كلية خاصة أو حكومية أو أهلية، والتركيز على المهارات الفنية واحتياجات الحاضر والمستقبل؛ لنضمن خريجًا يضيف للوظيفة وليس باحثًا عن وظيفة شكلية أو تقليدية.

مثل هذه المعايير ستجني ثمارها تباعًا، وليس بالطبع بين سنة وأخرى.. وأشهد بذلك من خلال تواجدي في قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات.. وكلها تتم بعد مناقشات وعروض وحوارات مستفيضة بكل الحرية والشفافية.

هذه حقائق ووقائع سيسجلها التاريخ للرئيس السيسي، ولمن اختارهم للتنفيذ العملي، وإن كان لي كلمة أمينة في هذا المجال الذي أعشقه وهو الجامعة والتعليم، فهي الإقدام على نقلة نوعية في التعليم الفني بكل مستوياته، ففيه الدواء لأكبر داء وهو البطالة، وتراجع مستوى الإنتاجية سواء كان مؤسسيًا أو فرديًا.. أقسم لكم إن كان النجاح في التعليم قبل الجامعي ثم الجامعي يمكن أن أصفهما بالجهاد الأصغر، فالجهاد الأكبر هو التعليم الفني والمهني، فهو نبع الثروة البشرية القادرة على الكسب والبناء والإعمار، ومن ثم السلام والأمن المجتمعي.. يا معالي وزير التعليم دكتور طارق شوقي نم قرير العين من مطحنة الثانوية العامة لتصحو وتكمل.. وأهنئ معالي الوزير خالد عبدالغفار، فقد هدمت جدران وأسوار التعليم العالي؛ لتكمل رحلة مصر للعلالي.. وأقولها صادقًا في سن لا يحتمل المداهنة والنفاق.. لقد فتحت يا رئيسنا المخلص الشجاع كل الأبواب التي علاها الصدأ، واقتحمت جبالًا تراكمت وعلت منذ قرون بكل الشجاعة والصدق والجدية.