وظهرت طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي (شمالي باكستان) عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان. وبرز نجم طالبان (وأكثر عناصرها من البشتون) في أفغانستان في خريف عام 1994.
تولى هبة الله أخوند زاده زعامة حركة طالبان الأفغانية في 26 مايو 2016 بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل مجلس شورى الحركة خلفاً لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة دون طيار في 22 مايو ٢٠٠٥. وينتمي الملا هبة إلى قومية البشتون، من قبيلة نورزاي القوية في قندهار، ويُعتقد أنه أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان وكان مساعداً مقرباً لمؤسس الجماعة الملا محمد عمر. ويقال إن أخوند زاده قاتل ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وعمل رئيساً لمحكمة عسكرية في كابول تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها السابق الراحل الملا عمر، وشارك في المعارك ضد الحكومة الأفغانية الموالية لروسيا بزعامة محمد نور ترقي التي وصلت إلى الحكم في أبريل 1978.. في النهاية، انتقل من أفغانستان إلى باكستان المجاورة حيث استقر في مخيم «جنغل بير أليزاي» للاجئين في مقاطعة بلوشستان الحدودية. وتحت قيادة أخوند زاده وقعت طالبان اتفاق سلام تاريخيا مع الولايات المتحدة في قطر في 29 فبراير 2020، ووصف أخوند زاده الاتفاق بأنه «انتصار كبير» للجماعة. وكان أخوند يدير ملف المفاوضات من معقله في مكان ما في قندهار.
من جهة أخرى، نقلت شبكة CNN عن مسؤولين دفاعيين قولهم إن الجيش الأمريكي تفاوض على ترتيبات سرية مع حركة «طالبان» لمرافقة أفراد من الحركة لمجموعات من الأمريكيين إلى بوابات مطار كابول. وكشف أحد المسؤولين أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية أقامت «بوابة سرية» في المطار وأنشأت «مراكز اتصال» لتوجيه الأمريكيين خلال عملية الإجلاء. وبعد ٢٧ عاما مرت على نشأة طالبان، أصبحت الحركة رقما رئيسا وصعبا بمعادلة أفغانستان السياسية. والآن تتصدر المشهد في بلد أنهكته الحروب والصراعات.ولكن هناك تحديات جسيمة تواجه طالبان لفكفكة ألغام ٢٠ عاما من الحروب، والحصول على صك «الشرعية» من قبائل الداخل ودول الجوار والعالم الغربي.