وتساءل فلاديمير في محاضرة بجامعة «ييل» الأمريكية: هل كان لديهما الحق في فعل هذا؟ وأجاب بكل تأكيد نعم؛ لأنهما بلدان مستقلان، وعلى إثر ذلك أبرما الاتفاق، وبدأت روسيا نقل الصواريخ لتجميعها في كوبا، لكن عندما سمعت الولايات المتحدة بهذا قال الرئيس الأمريكي جون كينيدي للروس عودوا بسفنكم وإلا سنغرقها.. وإذا كان هذا سيؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة فليكن. وأضاف: «وبالفعل عادت السفن الروسية، لكن كانت هناك تسوية، لم يعلن عنها آنذاك، إذ وافق كينيدي على سحب صواريخه من تركيا، وفي المقابل قال الروس لكينيدي أنت تضع الصواريخ على حدودنا.. إذا كنت تقول إن صواريخنا تمثل تهديداً وجوديا لك، فكذلك صواريخك.. أخرجها ولن نرسل صواريخنا.. وكانت تلك تسوية.. وطلب كينيدي ألا يتم الكشف عن هذا حتى لا يفقد الناس إيمانهم.. ولم يتم الكشف عن ذلك وقتها.. هذا التسوية ساعدت على تجنب نشوب الحرب العالمية الثالثة.
وأفاد بأن القيادة الروسية الآن تعتبر الناتو تهديداً وجودياً لها بحق أو دون حق هذا ليس بيت القصيد، لأن هذا هو ما تبدو عليه الأمور، وهذه ليست سياسة.. لكن لمَ تضع الناتو أقرب فأقرب من حدودنا ؟
ولفت الكاتب الروسي إلى أن لاتفيا واستونيا ضمن الناتو وتقعان على الحدود الروسية، والآن تريد أوكرانيا الانضمام للغرب، إنها مسألة معقدة تلعب الولايات المتحدة دوراً فيها، لكن هذا ليس موضوعنا، ستنضم أوكرانيا وإذا ما انضمت لعصبة الغرب أو أياً كانت التسمية، فإن من المنطقي الافتراض بأنها ستنضم للاتحاد الأوروبي وستصبح عضواً في الناتو.. وأوكرانيا على الحدود مع روسيا، ليس هذا فحسب، بل إن شبه جزيرة القرم تتبع روسيا تاريخيا وبها مدينة سيفاستوبول: مقراً البحرية الروسية في البحر الأسود، فإذا بقيت القرم تابعة لأوكرانيا وانضمت الأخيرة إلى الناتو فإن الأسطول الروسي لن يستطيع التواجد في سيفاستوبول، لكن الأسطول السادس الأمريكي سيكون متواجداً وسيصبح حلف الناتو متمركزاً على الحدود الجنوبية الغربية لروسيا، ويعتبر الروس هذا بمثابة تهديد وجودي لهم، ويقولون إنهم لن يسمحوا بذلك.
والسؤال: هل يتوافق ذلك مع القانون الدولي؟ بالطبع كلا.
لكن عند مواجهة تهديد وجودي فإنك لن تكترث بالقانون الدولي.. مثلما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية. حينها تقول.. لا نهتم برأيكم..لن نسمح بحصول هذا..
واختتم بقوله: إن هناك ما يشبه الاتفاقية الدولية التي تنص على أن أوكرانيا ممنوعة من الانضمام للناتو خلال الـ50 عاماً القادمة، وإلا فلن يكون هناك وجود لأوكرانيا.