كشف قيادي كبير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” عن وجود حالة من الرفض الكبير لدى قيادات الحركة لمشاركة السلطة الفلسطينية في قمة شرم الشيخ الأمنية التي تعقد الأحد، بحضور الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية مصر والأردن والولايات المتحدة.
وذكرت المصادر لـ”عربي21″ ، أن قرار المشاركة في قمة شرم الشيخ أرسل للتشاور بين قيادات اللجنة المركزية لحركة فتح، وبعض أعضاء المجلس الثوري، ولكن خلال التشاور نشر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ تغريدة بقرار المشاركة.
وأشارت إلى أن هناك حالة استياء كبيرة داخل حركة فتح من طريقة إدارة القرار من حسين الشيخ.
وفي تغريدة على حسابه في “تويتر” قال حسين الشيخ: “يشارك الوفد الفلسطيني يوم غد في اجتماع شرم الشيخ بحضور إقليمي ودولي”.
وأضاف أن قرار المشاركة جاء “للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا ووقف الإجراءات والسياسات كافة التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته”.
وحول حقيقة موقف قيادات حركة “فتح” من مشاركة وفد السلطة في اجتماع شرم الشيخ الأمني، أكد القيادي في “فتح” الأسير المحرر فخري البرغوثي، أن “هناك رفض كبير لمشاركة السلطة في اجتماع شرم الشيخ”، مضيفا: “اجتماع شرم الشيخ سبقة اللقاء الفاشل في العقبة بالأردن، حيث تزامن مع ارتكاب الاحتلال لمجازر بحق أبناء شعبنا في نابلس وجنين”.
وأضاف: “تجربتنا مع الإسرائيليين تؤكد أنهم لا يمكن أن يعطوك أي شيء طالما بقيت ضعيفا، و إذا لم تكن كل أوراقنا مرتبة، لا يمكن أن نستطيع الضغط على الاحتلال، وخاصة في ظل حالة الانقسام الحاصلة على الساحة الفلسطينية”.
ونبه البرغوثي، أن “رفض اجتماع شرم الشيخ داخل حركة فتح عالي جدا، لأننا جربنا ما حصل في اجتماع العقبة، كما أن حكومات الاحتلال لا تريد أي اتفاق، من أجل إحكام سيطرتها على أكبر جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والاحتلال لا يريد دولة فلسطينية في حدود 67، لأن هدفهم الإسرائيليين السيطرة التامة على الأرض الفلسطينية”.
وأضاف: “كل تنظيم فتح يرفض هذا الاجتماع، ولكن القيادة تعتبر أنه في حال لم تشارك في الاجتماع، سيتم تحميلهم مسؤولية الفشل الحاصل”، منوها أن المشاركة من أجل المشاركة و”قياس الطريق والاجتماع فقط أمام العالم، هذا دليل على فشل هذه القمة”.
ولفت إلى أن “كافة هذه التحركات لا يوجد من ورائها غير قتل وأسر الفلسطينيين”، كاشفا، أن “السلطة لم تشاور حركة فتح، وكل ما يجري داخل السلطة فقط”.
من جانبه، أفاد أحد أعضاء المجلس الثوري التابع لـ”فتح”، أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، حضر اجتماع المجلس الثوري قبل أيام، وقام بوضع الحضور في صورة اللقاءات السابقة والقاء الحالي، ملمحا إلى وجود حالة من الاستياء والرفض داخل حركة فتح لهذه القمة.
وأكد العضو” تحفظت على اسمه”، أن “العديد من أعضاء المجلس الثوري كانت لهم ملاحظات على مشاركة وفد السلطة في اجتماع شرم الشيخ، لأن إسرائيل معنية بإفشال اللقاء مثلما أفشلت قمة العقبة عندما اقتحمن نابلس، وقد تقمم على نفس العدوان من أجل إفشال لقاء شرم الشيخ وإحراج الوفد الفلسطيني”.
ونبه أنه “رغم اجتماع الشيخ بالمجلس الثوري، إلا أن قرار المشاركة في قمة شرم الشيخ متخذ من قبل السلطة الفلسطينية مباشرة عقب قمة العقبة”.
في سياق متصل، طالبت فصائل فلسطينية، السلطة الوطنية بعدم المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية.
جاء ذلك وفق بيانات صدرت عن “الجبهة الشعبية” وحركة “الجهاد الإسلامي” و”حزب الشعب” و”الجبهة الديمقراطية” و”الاتحاد الديمقراطي (فدا)”.
وقالت “الجبهة الشعبية” و”الجهاد” في بيان مشترك: “ندين بأشدّ العبارات إصرار السلطة على المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية التي تشكّل انقلابًا على الإرادة الشعبية”.
وأضاف البيان، أن إسرائيل “تستغل هذه القمم واللقاءات الأمنية لشنّ المزيد من العدوان بحقّ شعبنا”.
وفي بيان مشترك آخر، دعت أحزاب “الشعب” و”الجبهة الديمقراطية” و”فدا”، مصر والأردن إلى “إلغاء اجتماع شرم الشيخ وعدم المضي في هذا المسار بالغ الخطورة على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة”.
وطالبت الفصائل الثلاثة، رئيس السلطة محمود عباس بـ “وقف المشاركة الفلسطينية في هذا الاجتماع”.
وقالت: “باتت هذه الاجتماعات ذات طبيعة أمنية منفصلة عن جوهر القضية السياسية للشعب الفلسطيني والمتمثلة في إنهاء الاحتلال”.
والخميس، دعت حركة “حماس”، السلطة الفلسطينية لعدم المشاركة في قمة شرم الشيخ الأمنية.
واستنكر متحدث الحركة حازم قاسم، في بيان، “إعلان السلطة عزمها المشاركة في اجتماع أمني آخر بمشاركة إسرائيلية”.
والخميس، استشهد أربعة فلسطينيين في جنين جراء جريمة اغتيال نفذتها قوة إسرائيلية خاصة وسط شارع حيوي في المدينة.