إحياء المواقع
ولأن أغلب المدن الكبرى في العالم تتميز بوجود متاحف تُعرف الزائر بتاريخ هذه المدينة وثقافتها وحضارتها وأهميتها، شرعت أمانة منطقة الرياض في تطوير وإعادة تأهيل مبنى بهو الأمانة الواقع بحي الملز على تقاطع طريق صلاح الدين الأيوبي مع شارع الجامعة وتحويله لمتحف الرياض لما لهذا المبنى من أهمية تاريخية، حيث كان مقرا للاحتفالات في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، وكانت تقام فيه أكبر المناسبات والاحتفالات بحضور الملوك والأمراء والمسؤولين وكبار الشخصيات من الدول الأخرى، ليتماشى ذلك مع رؤية المملكة 2030 في إعادة إحياء المواقع التاريخية والتراثية وتوظيفها توظيفا مميزا.
أول مبنى للاحتفالات
كانت الاحتفالات والمناسبات تقام في عهد الملك عبدالعزيز وبداية عهد الملك سعود في ساحات مفتوحة في مدينة الرياض، حتى بني مقر للاحتفالات عُرف باسم بهو الأمانة. ولهذا المبنى الذي لا يزال قائما حتى اليوم، شهرة كبيرة في مدينة الرياض، خاصة في السنوات الأولى بعد إنشائه، إذ كانت تقام فيه أكبر المناسبات والاحتفالات، بحضور ملك السعودية، وكبار الأمراء والمسؤولين، وبحضور كبار الشخصيات من الدول الأخرى، وسمي بهذا الاسم لأن الذي أنشأته أمانة مدينة الرياض. وذكر الأمير عبدالله بن فهد الفيصل، أن فكرة إنشاء البهو جاءت بعد زيارة قام بها الملك سعود إلى العراق، فرأى فيها صالة للاحتفالات والمناسبات، ولما عاد طلب من الأمير فهد الفيصل الفرحان، أمين مدينة الرياض، أن يعمل صالة احتفالات مماثلة. وقد غادر الملك سعود العراق عائدا إلى الرياض يوم السبت 18 شوال 1376، ومن هذا التاريخ يتضح متى نشأت فكرة بناء البهو. ونشرت جريدة «البلاد» السعودية في بداية عام 1378 خبر انتهاء الأمانة من بناء البهو، وفي 25 المحرم 1378 كتب عثمان شوقي أنه «تم أو كاد أن يتم البهو الكبير الذي أنشأته الأمانة»، وأورد تفاصيل عن حجمه وارتفاعه وصالاته وتكاليفه. وهذا يعني أنه بني عام 1377.
استقبال الضيوف
أصدرت أمانة مدينة الرياض كتابا عام 1381 عن منجزاتها، ومنجزات الأمير فهد الفيصل، بعنوان «الرياض في عهد جلالة الملك سعود»، وجاء فيه عن البهو: «أنشأته بمدينة الرياض الجديدة لاستقبال الضيوف من رجال وعظماء الدول ولإقامة الحفلات العامة، ولاجتماعات الجمعيات العامة للشركات الوطنية المساهمة ولبعض الحفلات والمناسبات الشعبية. ويتكون من مدخل ارتفاعه 15 مترا يؤدي إلى صالة مستديرة مسقوفة بقبة على هيئة نصف كرة ارتفاعها 20 مترا عن سطح الأرض، وعلى جانبها الغربي قاعة استقبال تتسع لحوالي 1000 شخص، وعلى الجانب الشرقي صالة للدعوات والولائم. هذا خلاف الغرف والمكاتب والشرفات التي يضمها هذا البهو. وتضاء القاعتان بإنارة خاصة غير ظاهرة وبهما زخارف بديعة. وتبلغ مساحة البهو 2860 مترا مربعا».
التنازل عن البهو
تنازلت أمانة مدينة الرياض عن بهو الأمانة لمصلحة جامعة الملك سعود، بأمر من الملك سعود. وفي هذا المبنى أقامت أمانة الرياض عصر يوم الثلاثاء 7 شوال 1381 حفلة شاي بمناسبة عودة الملك سعود من السفر. كما أقيم فيه حفل أهالي العاصمة بعد مغرب يوم الإثنين 19 رجب 1384، بمناسبة تولي الملك فيصل العرش.