حذر مجلس الوزراء، من تصاعد عنف وإرهاب المستوطنين وتحديدا ما حصل في بورين من اعتداء على النشطاء والمتضامنين.
وأدان مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، التي عقدت، اليوم الاثنين، في محافظة طوباس والأغوار، قيام المئات من مستوطني شمال الضفة بالاستيلاء على مساحات من أراضي بلدات سنيريا ومسحة وكفر الديك وتسييجها وزراعة الأشجار فيها، ووضع يافطات تحذر المواطنين وأصحاب الأرض من دخولها.
كما أدان قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما يسمى بـ”بلدية القدس” بضخ مئات الآلاف من أكواب المياه العادمة في وادي القلط القريب من مدينة أريحا، والذي تقع فيه العديد من المواقع الدينية والمسيحية والأثرية في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء: “نحن اليوم في طوباس المحافظة، وطوباس المدينة التي تحرس حدودنا الشرقية الواقعة على تخوم الأردن الشقيق، وجارة النهر الذي فيه تاريخ أكثر مما فيه من ماء، بعد ان حولت إسرائيل مياهه إلى مجرى آخر، طوباس تتربع على الجغرافيا الفلسطينية في أبهى تضاريسها، وهي في عمق المعادلة الجيوسياسية”.
وتابع اشتية: “طوباس هي الفدائيون وخزان النضال الوطني، وخط الدفاع الأول في مواجهة الاستيطان ومصادرة الأراضي، ناهضة وعامرة بأهلها الطيبين وكفاءاتها المشرفة وشبابها المعطاء، وهي سلة الخضار الفلسطينية، نحن اليوم هنا لنشد على أزر طوباس بمركزها وقراها وعزبها وخربها وأغوارها، ونعزز صمودها، ونعلي شأنها، ونبحث أولويتها واحتياجاتها ونلبي ما نستطيع منها”.
وأوضح رئيس الوزراء، “محافظة طوباس والاغوار شاهد حي على سياسة القضم التدريجي للضفة من خلال استهداف الأغوار حيث تواصل قوات الاحتلال تدمير الأرض الفلسطينية وحراثتها بالدبابات والآليات العسكرية الثقيلة، بما فيها المزروعات وحقول القمح، وتدمير جميع مقومات صمود الفلسطيني في الأغوار من مياه وكهرباء ومنازل ومنشآت ومصالح اقتصادية، وطرد المواطنين من أماكن سكنهم بحجة التدريبات العسكرية وحرمانها من العودة اليها، في عملية متكررة حتى يسيطر اليأس من جدوى العودة على نفوس الفلسطينيين ليضطروا لمغادرة المكان بشكل نهائي، واستباحة جميع مقدرات الاغوار الطبيعية بما في ذلك سرقة التراب الأحمر وأشجار الزيتون المعمرة لصالح المستوطنين، وغيرها من أشكال التطهير العرقي البشعة والمختلفة التي يخضع لها المواطن الفلسطيني في الأغوار، بهدف واحد يتلخص في قضم وضم تدريجي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وفرض النظام الإسرائيلي من النهر الى البحر وتكريس نظام الفصل العنصري البغيض “الأبرتهايد” في فلسطين المحتلة”.
وأشار اشتية إلى أنه ومنذ تسلم الحكومة وضمن استراتيجية العناقيد الزراعية، عملت على مضاعفة كمية المياه بزيادة 450 ألف متر مكعب، وزيادة الأرض المروية، وشق 65 كم من الطرق الزراعية، واستفاد 8500 مزارع من خدمات زراعية مختلفة، وخلايا شمسية للأسر البدوية واستفاد منها 920 أسرة.
وأضاف، “نعرف أن هناك احتياجات لأهلنا في طوباس، كتأهيل شوارع وإنشاء ملعب بلدي وخدمات صحية، وسنقوم بإعادة المستحقات الضريبية للمزارعين ومربي المواشي، وسيستمع مجلس الوزراء الى تقرير حول احتياجات المحافظة من المحافظ والفعاليات الرسمية والشعبية”.
وحول ما أعلنته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اكتشاف مقابر جماعية لفلسطينيين على شاطئ قيسارية وفي الطنطورة قتلوا عام 1948 وبشهادات موثقة من جنود إسرائيليين شاركوا في هذه المجازر، قال اشتية: “هذا يؤكد صدق الرواية الفلسطينية ويؤكد جسامة المظلمة الفلسطينية وحجم الفظائع والمذابح التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا ولا يزال يرتكبها، ونطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قرية الطنطورة الفلسطينية عام 1948 وفي بقية المناطق، لا يمكن أن نقبل أن تبقى إسرائيل تتمتع بالحصانة من دون مساءلة ولا محاسبة على جرائها المستمرة، ونطالب بفتح الأرشيف الإسرائيلي لكشف المجازر التي ارتكبتها بحق أهلنا في الفترة بين 1948-1956 والتي تصل إلى 70 مجزرة”.
وحول “كورونا”، دعا رئيس الوزراء ومع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، المواطنين الى الاقبال على تلقي اللقاحات والتقيد بإجراءات السلامة.
ويناقش مجلس الوزراء اليوم احتياجات محافظة طوباس كنقطة رئيسية، وقضايا الاغوار، وقضايا المياه ومشاريع البنية التحتية، وقوانين لها علاقة بالقطاع الاجتماعي، وتقارير مالية وصحية وأمنية وسياسية.