استنكر المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، يوسي يهوشع، ما وصفه بـ”الوهن الأمريكي” في التعامل مع الحرب السيبرانية ضد إيران، داعيًا إدارة الرئيس جو بايدن إلى التعلم من سياسة إسرائيل الهجومية ضد إيران “والتي أثبتت نفسها”، وفق تعبيره.
وقال يهوشع في مقال نشره بصحيفة “يديعوت أحرنوت” اليوم الثلاثاء، بعنوان “معركة السايبر ضد إيران.. الشجاعة الإسرائيلية والوهن الأمريكي”: إنه “رغم تأكيد إيران أن العاملين في شركة الطيران ’مهان إير‘ تمكنوا من إحباط هجمة سايبر، إلا أن الضرر وقع”.
وأشار يهوشع إلى أن شركة الطيران هذه، التي صنفتها الولايات المتحدة في القائمة السوداء للعقوبات الأمريكية بسبب مساعدتها الاقتصادية والتكنولوجية للحرس الثوري، تساعد أيضًا في نقل السلاح لحزب الله.
ولفت إلى أن هذه هي ثاني هجمة سايبر في غضون شهر تشهدها إيران، “وهذه الهجمات تحرج النظام الإيراني، حيث تسببت هجمة سايبر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بتعطل محطات الوقود، وقد اتهمت إيران حينها إسرائيل بمحاولة التأثير على الرأي العام من أجل تحريضه ضد النظام”.
وأضاف المحلل العسكري، أن الهجمات على إيران، المنسوبة لإسرائيل، تُضاف إلى تصعيد الأعمال الهجومية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا الشهر الماضي، بمتوسط هجومين في الأسبوع ضد وسائل قتالية متطورة.
وتابع: “بينما في الخلفية يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولأسبابه الخاصة ضوءا أخضر للخطوة، وبشار الأسد يتقدم مع إعادة السيطرة على أجزاء من دولته، ويعرب عن استيائه من الثمن الذي يدفعه بسبب أعمال الإيرانيين في بلاده، لدرجة أنه ضغط لتنحية قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا، بسبب النشاط الزائد الذي يحيط بسوريا”.
وقال يهوشع: إن “هناك “سياسة إسرائيلية حازمة تجاه إيران في سوريا، حيال إهمال الأمريكيين الذين يفضلون عدم الرد على أعمال إيرانية خطيرة، مثل هجمة المُسيّرات على قاعدة عسكرية لهم في شمال سوريا الشهر الماضي”.
“واشنطن زعمت أن هجمة المُسيّرات على قاعدتها العسكرية، كانت عملًا انتقاميًا إيرانيًا على هجمات إسرائيلية في سوريا، ولنفترض أن هذا صحيح؛ فهل هذا سبب للامتناع عن الرد؟ بالتأكيد لا، ولا سيما حين يرى كل الشرق الأوسط محاولات إيران لتثبيت مكانتها”، على حد قول المحلل الإسرائيلي يوسي يهوشع.
وتساءل يهوشع: “ماذا نفهم أكثر من ذلك؟ فإيران تجد صعوبة في خلق أهداف نوعية حيال إسرائيل، وتفضل مهاجمة الأمريكيين كأهداف مريحة، وهذا مؤشر على فقدان الردع الأمريكي تجاه إيران، وهو أمر مقلق جدًا بالنسبة لكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية في إسرائيل”.
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، فإن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن سياسة الهجوم ضد إيران أثبتت نفسها، “وهذا بالضبط ما ينبغي على الأمريكيين القيام به تجاه برنامج إيران النووي، وبالطبع تجاه الهجمات على قواعدهم، وبالتأكيد ألّا يركضوا لرفع العقوبات ومنحهم المليارات لرفع الضغط من الداخل”، وفق تعبيره.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، حذرت أمس الإثنين، إسرائيلَ من أن الهجمات المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية، قد تكون مرضية من الناحية التكتيكية لكنها غير مفيدة وقد تأتي بنتائج عكسية ورد فعل مبالغ فيه من طهران.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن إدارة بايدن تدرس رفعًا جزئيًا للعقوبات مقابل إبطاء تخصيب اليورانيوم لشراء المزيد من الوقت لاستكمال التفاوض بهذا الشأن.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0