عززت الشرطة الإسرائيلية عناصرها ودورياتها المنتشرة في المدن والبلدات الواقعة في أراضي 48، وذلك في ظل المخاوف لدى المسؤولين في الجهاز من اتساع رقعة عمليات إطلاق النار التي تشهدها المناطق الشمالية في الضفة الغربية المحتلة لتمتد إلى “داخل الخط الأخضر”.
جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”)، مساء الأحد، ولفتت إلى مخاوف من انتقال عمليات إطلاق النار من شمال الضفة الغربية المحتلة إلى داخل “الخط الأخضر”، وإقدام خلايا المقاومة التي تنشط في شمال الضفة خاصة في جنين ونابلس، بتنفيذ عمليات داخل المدن الإسرائيلية.
وأشار مراسل القناة لشؤون الشرطة، إلى أن المسؤولين في الجهاز “لا يملكون حلولا كبيرة لمواجهة هذا التهديد الذي يتم التعامل معه كما يجري التعامل مع تهديد عمليات الطعن والدهس، وذلك عن طريق زيادة أعداد القوات في مراكز المدن في أراضي 48”.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال عززت كذلك من نشر قواتها في مدينة القدس المحتلة بسبب “تصاعد التوتر في المدينة”، قال إن شرطة الاحتلال تسعى لمنع تنفيذ عمليات إطلاق نار على غرار تلك التي وقعت نهاية آذار/ مارس ومطلع نيسان/ أبريل الماضيين، خلال فترة ما يسمى “يوم الغفران” و”عيد العرش اليهودي”، في الأسبوع المقبل.
وفي وقت سابق، مساء الأحد، أصيب جندي إسرائيلي، في عملية إطلاق نار قرب مدخل مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، كما استهدف منازل في أحد الأحياء الاستيطانية في “كريات أربع” بالقرب من مدينة الخليل، جنوبي الضفة المحتلة، بإطلاق نار، في عملية إطلاق نار هي الثالثة في الضفة خلال أقل من 24 ساعة.
وأعلنت مجموعات “عرين الأسود” الفلسطينية المسلحة عن تبنيها لعملية إطلاق النار قرب “نابلس”.
وقالت المجموعة في بيان أنه “قبل قليل مجموعات عرين الأسود تطلق وابلا من الرصاص تجاه قِطعان المستوطنين ومن رافقهم من جنود الاحتلال على حاجز عورتا وحاجز حوارة، وأوقعنا الإصابات في صفوفهم”.
وأشارت تقارير إلى أن العملية وقعت بالتزامن مع مسيرة للمستوطنين في المنطقة، قرب حاجز حوارة جنوبي نابلس، طالبوا خلالها بتصعيد العملية العسكرية ضد الفلسطينيين في ظل ما وصفوه بـ”تردي الأوضاع الأمنية وتسارع وتيرة العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي”، على حد تعبيرهم.
ووجه ورئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات “غوش عتصيون”، شلومو نئمان، في بيان، انتقادات لسياسة الحكومة الإسرائيلية في الضفة المحتلة، وقال إن رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات بالضفة، يوسي داغان، كان مستهدفا في العملية، خلال مشاركته في مسيرة المستوطنين.
واعتبر رئيس مجلس المستوطنات في الضفة المحتلة (يشاع)، نئمان، أن “المشكلة تكمن في السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية”، وقال إن “العمليات أصبحت شيئًا يوميًا والقيادة السياسية ووزارة الأمن قد أهملوا أمننا”.
وظهر داغان، في صورة تداولها ناشطون من موقع العملية، وهو يحمل مسدسه ويجتبئ خلف مركبة برفقة مجموعة من المستوطنين الذي رافقوا قوة الاحتلال التي وفرت لهم الحماية خلال المسيرة التي طالب خلالها داغان بتنفيذ عملية “السور الواقي 2″ سعيا لـ”استعادة الهدوء الأمني”.
من جانبه، أفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة، غسان دغلس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاقا كاملا على مدينة نابلس منذ عصر الأحد، لإفساح المجال أمام مسيرات المستوطنين المقررة على الشوارع الالتفافية في محيط المدينة.
وأضاف دغلس، أن هذه الإغلاقات تسببت بتعطيل حياة الفلسطينيين وحرمانهم من التنقل والوصول إلى منازلهم، والتسبب بأزمات سير خانقة، كما رشق المستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة. وفي أعقاب عملية إطلاق النار، بين دغلس أن الاحتلال شدد الخناق وبشكل خاص عند حواجز عورتا وحوارة جنوبي المدينة.
وأفاد بأن قوات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين أثناء قيامهم بمهاجمة الفلسطينيين وممتلكاتهم. وحذّر دغلس من تصاعد هجمات المستوطنين، داعيا إلى تفعيل لجان الحراسة، خاصة في القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات.
ويأتي ذلك وسط تصعيد لعمليات إطلاق النار ومحاولات الدهس التي ينفذها شبان فلسطينيون ضد عناصر جيش الاحتلال ومستوطنيه، في الوقت الذي تتصاعد فيه اعتداءات الاحتلال على محافظتي نابلس وجنين، وفي مدينة القدس.