يواجه الفلسطينيون صعوبة بالغة في العثور على أماكن آمنة يمكنهم اللجوء إليها في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، بعد أن استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق قريبة من أكبر مستشفى نشط في المنطقة؛ ما أثار مخاوف من احتمال إغلاقه، وفقاً لتقرير نشره موقع “Middle East Eye” الجمعة 19 يناير/كانون الثاني 2024.
عدد من الدبابات الإسرائيلية تقدم في منطقة أقصى جنوب خان يونس، مساء يوم الخميس 18 يناير/كانون الثاني؛ ما أجبر مئات المدنيين على البحث عن مأوى في مجمع ناصر الطبي.
الموقع البريطاني نقل عن صحفي، طلب عدم الكشف عن هويته حتى لا يتعرض للانتقام، أن القوات الإسرائيلية المتمركزة في مقبرة النمساوي القريبة أطلقت قذائف “عشوائية” على المباني السكنية القريبة من المنشأة الطبية.
الصحفي أضاف أنه “بينما حاول بعض الأشخاص الهروب وسط القصف العنيف، كان معظم الناس محاصرين في منازلهم خائفين من الخروج بسبب القصف العشوائي والاستهداف المباشر للمدنيين من جميع الأعمار، لا أحد بأمان”.
وفقاً لمسؤولين في وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 77 شخصاً في أنحاء القطاع المحاصر منذ منتصف ليلة الخميس، ومن المعروف أن عدداً من الأشخاص قتلوا بالقرب من مستشفى ناصر، لكن الرقم الدقيق لا يزال مجهولاً.
ويخشى الفلسطينيون أن تكون الهجمات حول مستشفى ناصر مقدمة لهجوم أوسع على المستشفى، على غرار استهداف مستشفى الشفاء في الشمال العام الماضي.
7 آلاف فلسطيني في خان يونس يحتمون في مجمع ناصرالطبي
وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يُعتقَد أن حوالي 7000 فلسطيني يحتمون بمستشفى ناصر.
ومستشفى الشفاء -الذي كان في السابق أكبر مجمع طبي في غزة- تحول إلى مركز للإسعافات الأولية بعد أشهر من الهجمات الإسرائيلية.
وجد موقع Middle East Eye أن معظم الخدمات داخل المستشفى توقفت؛ مثل أقسام الجراحة والأشعة السينية، وغرف العمليات. ولم يبق سوى عدد قليل من المتطوعين لتقديم الخدمات الطبية الأساسية، بعد اعتقال الكثير من الأطباء والممرضين أو اضطرارهم إلى الفرار.
المواطن محمد زياد، الذي لجأ إلى مستشفى ناصر مع عائلته منذ أكثر من شهر، قال لموقع Middle East Eye: “بعد الفظائع في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي، خفت كثيراً من أن يحدث نفس الشيء لنا، لم يتمكن أحد من النوم طوال الليل، شعرت بالعجز، وكان أطفالي وزوجتي يبكون أمامي خائفين، ولم أتمكن من حمايتهم”.
وأضاف: “قررت مغادرة المستشفى لكني لم أعرف إلى أين أذهب. أعيش في المستشفى منذ أيام، أنام في الممرات وأشعر بالمهانة حين أطلب المساعدة، لكنني كنت أتمنى أن يتوفر الشعور بالأمان لعائلتي، ولكن من الواضح أنه لا أمان في أي مكان في غزة، سواء في الشمال أو الجنوب أو بينهما”.
وأُجبر ثلثا مستشفيات غزة على إغلاق أبوابها، أما تلك التي لا تزال مفتوحة فهي تقدم خدمات محدودة في رعاية الأمومة والصدمات والطوارئ، وخروج مستشفى ناصر عن الخدمة قد يفاقم تقلُّص الرعاية المحدودة التي لا تزال متاحة في جنوب قطاع غزة.
قال ساكن آخر في خان يونس لموقع Middle East Eye إن سبعة نازحين فلسطينيين على الأقل قُتلوا أثناء احتمائهم بمدرسة طارق بن زياد، التي تقع بالقرب من مقبرة النمساوي حيث تتمركز القوات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المنطقة التي تقع فيها المدرسة، أُعلنت في السابق “منطقة آمنة”.