لم يعد الموت والخطف والتعذيب على أيدي مليشيا الحوثي يستهدف المعارضين لها في صنعاء، بل أصبحت تتربص بالمؤيدين من البرلمانيين والأعضاء في الحلقة الضيقة للانقلاب، وبدأت أصوات قيادييه تتعالى وسط خلافات واسعة بين أجنحة الحوثي وتشرذمها إلى أكثر من 10 فصائل أبرزها المدعومون إيرانياً. وكشفت مصادر موثوقة في صنعاء لـ«» أن عدداً من البرلمانيين الذين فرض الحوثي عليهم الإقامة الجبرية ومنع سفرهم إلى الخارج يواجهون الموت والإهمال وعدم العلاج ورفض صرف رواتبهم، مؤكدة أن البرلماني عبده محمد ردمان يعد واحدا من عشرات البرلمانيين الذين يعيشون في ظرف قاسية. وقالت المصادر إن المليشيا تخطط لتصفية البرلمانيين الموالين لحزب المؤتمر الشعبي واستبدالهم بعناصر موالية لها عبر إجراء انتحابات تكميلية في دوائرهم، ولفتت إلى أن البرلمانيين وقيادات حزب المؤتمر يواجهون الإهانات والإجبار على حضور دورات طائفية أسبوعية ومحاضرات لزعيم المليشيا الإرهابي عبدالملك الحوثي، كاشفة أن من يرفض يتم تهديده بالاعتقال والتصفية.
وقال البرلماني الموالي للحوثي أحمد سيف حاشد في تغريدات على تويتر: مليشياتهم باتت تفترسني بنهم، وشراهة لا تشبع ولا تمتلأ تنزع لقمتي وتريد أن تقتات معها لساني وحنجرتي، وما بقي من مرتبي وقوت من أعيل، مضيفاً: لأجل حياة نمسك بأطرافها نكابد الخطر، ونصطرع مع الموت جوعاً، في عهد أوغل فيه الرحيل وعهد يتعمم الموت، وتزدهر فيه المقابر. وأكد أنه جائع ومسحوق كهذا الشعب المنكوب والمسحوق بالحرب والجوع والموت، محملّاً الحوثيين المسؤولية عن حياة البرلماني عبده ردمان والذي ألمح في مطالباته إلى أن المليشيا تمنع سفره للعلاج وترفض صرف مرتباته ومبلغ لعلاجه رغم المناشدات العديدة.
بدوره، اعترف رئيس المكتب السياسي الحوثي السابق صالح هبرة أن سجون مليشياته ممتلئة بالمظلومين، قائلاً إن الحوثيين كانوا يشكون سجنهم من قبل النظام السابق لكنهم باتوا سجّانين اليوم للناس. وخاطب المليشيا في تغريدات على حسابه في تويتر:«أعرف جرأتكم في اختلاق الكذب والتهم والكيد بمن تريدون».