08:09 م
الإثنين 01 نوفمبر 2021
كتب- محمد صفوت:
عام من النزاع المسلح تسبب في أزمة إنسانية كبرى في إثيوبيا، ولا تزال المعارك مستمرة وتتمدد في جبهات عدة، وسط اتهامات لطرفي الصراع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإعدامات خارج إطار القانون وعمليات تطهير عرقي.
شهدت المعارك انعكاسًا وتحولاً درامايتكيًا، إذ استولت القوات الإثيوبية على مناطق واسعة في إقليم تيجراي وعاصمته ميكيلي، قبل أن تعلن انسحابًا إثر هجوم معاكس شنته قوات تيجراي إنطلاقًا من القرى النائية حتى استعادة عاصمتها. لم تهدئ المعارك بعد استعادة العاصمة.
وبدأ مقاتلو تيجراي في الانتقام من القوات الإثيوبية والقوات الموالية لها من الأقاليم الإثيوبية المجاورة واتسعت الرقعة التي استولت عليها قوات تيجراي مع تراجع الجيش الإثيوبي وقوات الأقاليم المجاورة إثر هزائم عدة في المعارك.
وصلت قوات تيجراي زحفها نحو الجنوب، وأعلنت سيطرتها على بلدة كومبولشا ومطارها في إقليم أمهرة، التي تقع على بعد 380 كيلومترًا شمال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
غداة استيلاء قوات تيجراي، على مدينة ديس، أفاد سكّان في كومبولشا احتدام المعارك في محيط المدينة الاستراتيجية بين القوات الإثيوبية وقوات تيجراي.
لم يتأكد بعد سيطرة قوات تيجراي على كومبولشا، إذ تزعم الحكومة الإثيوبية أنها تسيطر عليها. لكنها قالت الاثنين، أن قوات تيجراي قتلت نحو 100 شابًا من سكان المدينة في عملية إعدام دون محاكمة. ما يشير إلى احتمالية سيطرة تيجراي على المدينة.
وقالت خدمة الاتصال الحكومي الإثيوبية على تويتر: “يجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن مثل هذه الفظائع”.
ونفى المتحدث باسم قوات تيجراي جيتاشيو رضا لوكالة “رويترز” للأنباء، تلك الاتهامات قائلاً: “ليس علينا قتل الشباب. لم تكن هناك مقاومة في كومبولشا”.
مكاسب استراتيجية
لم تتمكن وسائل الإعلام الأجنبية من بينها “رويترز” و”فرانس برس” من التحقيق في مزاعم طرفي الصراع بشأن المدينة الاستراتيجية، بسبب تعتيم الاتصالات وتقييد وصول الصحفيين.
وتقول “رويترز” إنه حال التأكد من سيطرة قوات تيجراي على المدينة، فإن التقدم سيمثل مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا وسيكون هذا أقصى الجنوب الذي وصلت إليه قواتها منذ دخولها منطقة أمهرة من معقلها الشمالي تيجراي. كما يقربها إلى العاصمة الإثيوبية.
وأعلنت إدارة إقليم أمهرة حالة الطوارئ بحكم الأمر الواقع، في أعقاب تقدم قوات تيجراي.
والأحد أعلن جيش تحرير أورومو من عرقية أورومو الذي تحالف مع جبهة تحرير شعب تيجراي في أغسطس الماضي، أن مقاتليها دخلوا بلدتي كيميس وسينبيت الواقعة جنوب كومبولشا.
بدوره دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الإثيوبيين إلى حمل السلاح، واعتبر أن الحرب التي شنها مقاتلو تيجراي “حرب أهلية شاملة” وأن الانضمام لقتالها ضرورة وطنية. وقال آبي في تدوينة عبر “فيسبوك” الأحد: “يجب أن يسير شعبنا بأي سلاح وموارد لديهم للدفاع وصد القوات الإرهابية”.
وروى أحد سكان المدينة لرويترز، أن قوات تيجراي دخلت عبر الطريق الرئيسي صباح الاثنين، بعد سماع إطلاق نار كثيف.
الخارجية الأمريكية علقت الاثنين، على تلك التقارير قائلة على لسان الوزير أنتوني بلينكن: “نشعر بالقلق من التقارير التي تفيد بأن قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي استولت على بلدتي ديسي وكومبولتشا الإثيوبيتين الرئيسيتين”. ورأى أن استمرار القتال يطيل أمد الأزمة الإنسانية الأليمة في شمال إثيوبيا.
ودعا جميع الأطراف المتصارعة إلى وقف القتال والبدء في مفاوضات وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة.
حرب لا تنتهي
بدأت الحرب في تيجراي منذ عام، بإعلان آبي أحمد شن عمليات عسكرية ضد الجبهة، متعهدًا بالانتصار في غضون أسابيع، وتواصلت المعارك في تيجراي والأقاليم المجاورة إلى اليوم.
أودى الصراع بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من 2.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم، وتسبب في أزمة إنسانية كبرى يعاني منها نحو 5.5 مليون شخصًا وفقًا للأمم المتحدة، التي حذرت من احتمالية ارتفاع الرقم بسبب استمرار الصراع وامتداده إلى خارج تيجراي.