مراكز البحث العلمي قصور في الخطط والأدوار

على الرغم من تعدد مراكز البحث العلمي إلا أن البعض منها تبقى نتائجها مفلسة، وقد قيدت بقيود العمل الأكاديمي الروتيني، وبعضها مجهولة عند الكثير من الباحثين المختصين الذين يبحثون عن منصات تتبنى جهودهم. كذلك نادرًا ما نجدها ضمن قوائم تصنيف المراكز المشهورة عالميًا، بالإضافة إلى عدم توطيد العلاقات والتعاون مع الباحثين ومراكز الفكر العالمية، بل إن بعضها طاقمها الإداري أكبر من عدد الباحثين.

خطط مستقبلية

أكد، الدكتور متعب بن حسين القثامي، أستاذ التاريخ الإسلامي عضو مركز تاريخ الطائف، أهمية المراكز البحثية كونها جزءًا من هياكل الجامعات، ولها لوائح ونُظم تحكمها، وهي توفر دراسات تُسهم في عملية التطوير والتنمية بُغية النهوض بالدراسات العلمية، وطالب «القثامي» المراكز بوضع خطط مستقبلية وتصورات، وأهدافٍ، ومبادرات، بما يتناسب مع الميزانيات والدعم المرصود لها، وبرفع تقارير دورية عن أنشطتها التي قامت بها، أو تُزمع القيام بها، ومن أجل أن تنجح في مهماتها ينبغي دعمها ماديُا ومعنويًا، من قبل القطاعين العام والخاص.

قيدت بقيود

أرجع أيمن القبيسي، دكتور في الأدب والنقد، أسباب تأخر دور بعض الكراسي البحثية إلى قيود العمل الأكاديمي الروتيني، وقصر حدود أعمالها، من مشروعات بحثية ومؤلفات، ومؤتمرات، وندوات، في دائرة أكاديمية محددة، وغيب منجزاتها عن الإعلام، فأصبحت تلك الكراسي مجهولة عند الكثير من الباحثين المختصين، الذين يبحثون عن منصات تتبنى جهودهم البحثية، وترتقي إلى مستوى طموحاتهم خارج تلك الحدود. وكأن بعض كراسي البحث، التي يفترض أنها مراكز بحث علمية طامحة قد تحولت في بعض الجامعات إلى لجنة أكاديمية كأي لجنة جامعية، مكبلة بالرؤى الفردية تارة، وبالنظم الأكاديمية تارة أخرى. ويكمل القبيسي: لست مع تعميم هذه النظرة، فما أراه في الحقل المعرفي الذي أنتمي إليه، وفي نطاق معرفتي المحدود قد لا ينطبق على كل كراسي البحث والمراكز العلمية في المملكة؛ فالكراسي البحثية ليست على درجة واحدة من التأثير والفاعلية، وما يلحظ على الكراسي البحثية في مجال معين، أو جامعة معينة، قد لا ينطبق على مجال آخر، أو جامعة أخرى. ويبقى الأمل في كل مشروعات هذا الوطن العظيم كبيرًا، ويظل الطموح عاليًا كما تعد الكراسي البحثية في أي بلد علامة تشير إلى وصول العناية بالبحث العلمي في ذلك البلد مرحلة مهمة، وكلما زادت تلك الكراسي كمًا ونوعًا «تخصصًا»، كلما بدت العلاقة بين هذا الثراء وتلك العناية أكثر وضوحًا وجلاء.

تفعيل دورها

أكدت الدكتور تهاني المبرك، من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أنه لتنشيط الدور الحيوي لمراكز البحث العلمي، وتنشيط تواصلها مع الباحثين، وزيادة إنتاجها؛ فعليها عقد الشراكات مع الجامعات ومعاهد الأبحاث المحلية والأجنبية، والإعلان عن نشاطاتها وخدماتها عبر وسائل التواصل المتنوعة؛ ليهتدي إليها الباحثون، والسعي لاستقطاب الباحثين المميزين لإنجاز مشاريعها البحثية، كما تقع على عاتق عمادات البحث العلمي في الجامعات مسؤولية تعريف الباحثين أساتذة وطلابًا بمراكز البحث العلمي التي تخدم تخصصاتهم، وطرق التواصل معها والإفادة من خدماتها.

مراكز البحوث

– هيئات ذات توجه بحثي لا تهدف إلى الربح، ولا تعبر عن توجه حزبي معين.

– فيما يُعّرفها بعض الكُتاب أنها أي منظمة تقوم بأنشطة بحثية تحت مظلة تثقيف وتنوير المجتمع المدني بشكل عام وتقديم النصيحة بشكل خاص.