خلية الأزمة أو لبنان الرسمي لم يتصرف على قدر ما تقتضيه المرحلة وحراجة الموقف، وبفعل المراهقة السياسية التي تنتهجها السلطة من أعلى الهرم وصولا إلى أصغر مسؤول معين في مرافقها، فإن لبنان مقبل إلى مزيد التغرّب عن العرب، وعن هويته رغم الأصوات التي غردت خارج سرب السلطة، ورفعت الصوت ونادت وطالبت بإقالة قرداحي وصولا إلى استقالة الحكومة، إلا أن مراقبا دبلوماسيا أجرى اتصالا بأحد هؤلاء السياسيين وقال له: دولتكم صماء، وصوتكم غير مسموع، لا تنادوا، لبنان فقد جديا الغطاء والشرعية العربية.
هذا الاجتماع الذي كانت بعض الدول العربية ستمنحه فرصة لو أنه خرج بقرارات حازمة، أو تعهد بالتراجع عن انتهاج السياسات الخاطئة، لكن المفاجأة كانت أن أرباب الحكم ما زالوا يقامرون من رصيد وهوية وانتماء لبنان.