حذر مركز فلسطين لدراسات الاسرى من ان خطر الموت الحقيقي يتهدد حياة الاسرى المضربين عن الطعام نتيجة تردي أوضاعهم الصحية بشكل كبير جداً، في ظل استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم الاستجابة لمطالبهم العادلة.
وحمَّل مركز فلسطين سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة المضربين عن الطعام، في ظل تجاهله لإنهاء معاناتهم والاستمرار بإجراءات التنكيل وتجديد الإداري بحقهم رغم خطورة أوضاعهم الصحية، ومحاولة الالتفاف على حقهم بالحرية بخدعة تجميد الاعتقال الإداري والتسويف والمماطلة في اغلاق هذا الملف الدامي.
وأكد مركز فلسطين أن 7 أسرى فلسطينيون يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ شهور، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التعسفية بحقهم، بينما وصلت حالة بعضهم الى حد الخطورة القصوى، حيث يقبع ثلاثة منهم في عيادة سجن الرملة وهم: هشام أبو هواش، وعلاء الأعرج، وشادي أبو عكر، بينما يقبع الاسير كايد الفسفوس، في مستشفى “برزلاي” والأسير مقداد القواسمة في مستشفى “كابلان” والأسير “لؤى الأشقر” يقبع فى عزل سجن مجدو، والاسير “عياد الهريمي ” في عزل عوفر.
مدير مركز فلسطين الباحث “رياض الأشقر” قال ان حياة الأسرى معرضة للخطر ومن الممكن ان يستشهد أحدهم او أكثر في أي لحظة نتيجة الظروف الصحية الصعبة التي وصلوا إليها بعد هذه الفترة الطويلة من الاضراب وخاصه أقدم المضربين الأسيرين “الفسفوس والقواسمة” وقد أصبحت أجسادهم هياكل عظيمة.
وبين الأشقر ان الأسير” كايد الفسفوس” من الخليل أقدم الأسرى المضربين عن الطعام يواصل إضرابه لليوم (108) على التوالي، ويقبع في مستشفى “برزلاي” وحالته الصحية صعبة للغاية، وقد فقد من وزنه ما يزيد عن 35 كيلو جرام ويعاني من آلام شديدة في كل أنحاء جسده، و خلل في دقات القلب، ولا يستطيع الحديث الا بالإشارة، وقد أعاد الاحتلال تفعيل الاعتقال الاداري بحقه بعد تجميده قبل أسبوعين، وقد يفقد حياته في كل لحظة.وأوضح الأشقر ان الأسير ” مقداد القواسمي” يواصل إضرابه لليوم (101) على التوالي، ويعانى من آلام حادة في كل أنحاء جسده، ونقص وزنه ما يزيد عن 30 كيلو جرام، ولا يستطيع الوقوف على قدميه، وقد أصيب بتسمم في الدم، ويعاني من مشاكل في القلب، والرئتين، والكلى، والكبد، و يشتكي من صداع دائم ودوخه ويقبع مستشفى “كابلان” ويمنع الاحتلال ذويه من التواجد معه، وقد ينهار جسده في أي لحظة ويرتقى شهيداً.
بينما يواصل الأسير المهندس “علاء سميح الأعرج” من طولكرم إضرابه المفتوح عن الطعام منذ (83) يوماً على التوالي وهو اسير سابق أمضى ما يزيد عن 5 سنوات في سجون الاحتلال، وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله في حزيران الماضي، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداريّ لمدة 6 شهور.
وقد تراجعت صحته بشكل كبير حيث نقص وزنه ما يزيد عن 25 كيلو جرام، ويعاني آلام شديدة في كل أنحاء جسده، و يشتكي من صداع في رأسه وقيء مستمر، وقد وجه مناشدة عاجلة بالأمس للجميع يدعوهم لإنقاذ حياته واخوانه المضربين، تظهر مدى الخطورة التي يتعرض لها الأسير.
وأضاف الأشقر أن الأسير “هشام أبو هواش” من دورا جنوب الخليل يواصل إضرابه المفتوح لليوم (74) على التوالي؛ وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات، وأعيد اعتقاله في أكتوبر من العام الماضي، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري، وجدد له 3 مرات، ونقل الى سجن مشفى الرملة بعد أن تراجعت صحته بشكل ملحوظ ويعاني من آلام شديدة ودوخة مستمرة ومشاكل في دقات القلب، وحالته الصحية خطيرة.
كما يواصل الأسير “شادي أبو عكر” من بيت لحم إضرابه عن الطعام لليوم (67) على التوالي رفضًا لاعتقاله الإداريّ وهو اسير سابق أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال، وأعيد اعتقاله منذ عام، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري وجدد له 3 مرات، مما دفعه للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، وقد تراجعت صحته في الأيام الأخيرة، بشكل واضح.
ويواصل الأسير ” عيّاد جمال الهريمي” من بيت لحم إضرابه المفتوح منذ (38) يوماً رفضًا لاستمرار اعتقاله الإداري، وهو اسير محرر اعتقل عدة مرات، وأعيد اعتقاله في أبريل الماضي وصدر بحقه قرار اعتقال إداري وتم التجديد له، مما دفعه لخوض إضراب عن الطعام، ولا تزال إدارة سجن عوفر تحتجزه في زنزانة انفرادية بقسم العزل بظروف قاسية.
بينما الأسير “لؤي ساطي الأشقر” من طولكرم مضرب عن الطعام منذ (21) يوما احتجاجًا على اعتقاله الإداري، علما أنه أسير محرر أعيد اعتقاله في بداية أكتوبر الجاري، ويعاني من شلل في إحدى قدميه جراء التحقيق معه في سجون الاحتلال عام 2005، وقد تراجعت صحته بشكل كبير نتيجة الاضراب، وقام الاحتلال بنقله إلى مستشفى العفولة في الداخل المحتل، الا انه رفض الدخول فتمت إعادته إلى عزل سجن مجدو.
وطالب الأشقر المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية التدخل لإنقاذ حياة الاسرى المضربين قبل فوات الاوان والعمل على ان يحصلوا على حقهم في الحرية قبل ان يخرجوا من السجون في توابيت.
كما دعا أبناء شعبنا في الضفة الغربية الى الاشتباك مع الاحتلال على الحواجز ونقاط التماس وتهديد امنه، لكى يتوقف عن الاستهتار بحياة الاسرى، وطالب الفصائل الفلسطينية بتبني مواقف أكثر فاعلية وربط قضية إنهاء معاناة الاسرى المضربين بالهدوء، كما دعا السلطة الفلسطينية لتفعيل كل أدواتها الدبلوماسية والقانونية وحشد الرأي العام الدولي والمؤسسات الفاعلة لإنهاء معاناة الاسرى المضربين قبل فوات الاوان.