وجه نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جميل مزهر، مساء يوم السبت، رسالة للرئيس محمود عباس تتضمن 5 مطالب لتحقيق الوحدة الوطنية.
وقال مزهر، في حوارٍ صحفي: “إنّ المطلوب من الرئيس الرئيس دعوة الأمناء العامين للقاء عاجلٍ وسريع لبحث آليات تحقيق الوحدة، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي وسحب الاعتراف بالعدو، ووقف التنسيق الأمني، وإلغاء اتفاقية أوسلو”.
وأضاف: “نحن بحاجة لإرادةٍ سياسية وقرار وطني، يذهب باتجاه تطبيق الاتفاقات وترتيب البيت الفلسطيني في إطار إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينيّة وإعادة الاعتبار لميثاقها الوطني”.
وتابع: “كما نحن بحاجة لإعادة الاعتبار لأهلنا في الشتات، لأن يكونوا شركاء في إعادة بناء الوحدة، وأن يكونوا شركاء في القرار والنضال”.
وأكمل مزهر: “إننا نقدر عاليًا الجهد الجزائري بشأن المصالحة، لكن لا يمكن التعويل أو البناء على اللقاءات التي جرت بالجزائر، لأن حصيلة ما جرى لم تكن جيدة ولا يمكننا الرهان عليها”.
وأشار إلى أنّ الوحدة الوطنية يجب أن تبحث 3 نقاط واضحة، منظمة التحرير، والسلطة التي نريدها وما هي الطريقة والوظيفة التي تقوم عليها، بحيث يجب أن تنسجم مع المتطلبات والعقيدة الوطنية القادرة على حماية الوطن ومواجهة الاحتلال وحماية شعبنا”.
وأردف: “نتوقع إجراءات صهيونية تطال القدس والأقصى، ومحاولات استهداف الأسرى وضم الأراضي في الضفة المحتلة، واستهداف وتهجير أهلنا بالداخل المحتل، أي المزيد من التغوّل والإجرام بحق شعبنا”.
واستطرد مزهر: “لا خيار أمام شعبنا سوى مقاومة الاحتلال، ونقول إنّ المطلوب هو حماية الحالة الكفاحية والنضالية التي تمثلها عرين الأسود وكتيبة جنين وغيرها بالضفة، وتوفير الحاضنة والغطاء السياسي لمواصلة قتال العدو”، موضحًا أنّ مقاومة الاحتلال دون وضع برامج عملية وفعّالة على الأرض لإدامة الاشتباك الشعبي والجماهيري، تبقى شعارات جوفاء تُستخدم للمناورة، ويجب تشكيل قيادة موحدة تحمل برنامجاً موحداً.
وأضاف: “أنّ الجبهة الشعبية لم تتخلَ عن الخيار الاستراتيجي المتمثّل بكل فلسطين، وعندما وافقت على الحلّ المرحلي، اعتبرت أنّه يتحقّق بالنضال والمقاومة ودون الاعتراف بالاحتلال”، منوهًا إلى أنّ الخيار المرحلي اعتبرته الجبهة الجسر الذي يربط بين الحلّ المرحلي والحلّ الاستراتيجي المتمثّل بفلسطين كل فلسطين.
وذكر: “اليوم نحن أعدنا التأكيد على أن ما سُمي بحل الدولتين كان بوابةً للتسويات، وحشر الفلسطينيين بـ22% من أرض فلسطين، التي لم تعُد قائمةً اليوم”، مُشيراً إلى انّ العدو لا يُريد القيادات الفلسطينية، ولا يُريد السلطة أصلاً، ورأينا ما يتحدث به بعض قادة العدو بتحويل السلطة لمجموعةٍ من البلديات”.
وأكّد على ضرورة أخذ العبر واستلام زمام المبادرة، وعدم الرهان على الاحتلال وأمريكا، قائلاً: “يجب أن نكون مبادرين، وأن نتفق على إشعال الضفة وتحويلها لبؤرة انتفاضة في مواجهة الاحتلال، وهذه الحكومة الفاشية ما لم يتحقق معها بالمقاومة، يمكن تحقيقه بمزيدٍ من المقاومة والمواجهة”.
ودعا مزهر، الرئيس عباس، إلى إعادة التفكير في كل سياساته واستخلاص العبر والدروس، والبحث في كيفية توحيد الشعب الفلسطيني لمواجهة حكومة الاحتلال الفاشية.
واختتم مزهر حديثه بالقول: “إنّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يرضخ للتهديدات الصهيونية، في ظل نقطة الضوء المهمة التي ظهرت في الضفة والمقاومة المستمرة والمتنامية للاحتلال”، لافتاً إلى أنّ هناك حالة من التحدي من الشباب الثائر، وموجة من المقاومة، التي نؤكّد أنها لن تتوقف إلا برحيل الاحتلال عن أرضنا.