ألغى مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في إدارة الرئيس جو بايدن، مشاركتهم في مؤتمر منظمة “البوندز”، المسؤولة عن جمع التبرعات من اليهود في العالم لصالح إسرائيل، وذلك بعد رفض المنظمين إلغاء كلمة من المقرر أن يلقيها وزير المالية الإسرائيلي، والوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، خلال المؤتمر، بحسب ما أفاد تقرير صحافي إسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء.
يأتي ذلك فيما كان البيت الأبيض قد أعلن رسميا، الخميس الماضي، أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، لن تلتقي مع سموتريتش، أثناء زيارته لواشنطن، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أقوال سموتريتش حول “محو قرية حوارة من الوجود” بأنها “عديمة المسؤولية ومسيئة ومثيرة للاشمئزاز”.
وخلال هجوم المستوطنين وإحراقهم عشرات البيوت ومئات السيارات في بلدة حوارة قرب نابلس، نهاية الشهر الماضي، أبدى سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إعجابهما بتغريدة في “تويتر”، نشرها رئيس مجلس المستوطنات في منطقة نابلس، دافيد بن تسيون، وجاء فيها أنه “يجب محو قرية حوارة من الوجود اليوم”.
وكرر سموتريتش هذا التحريض خلال مؤتمر اقتصادي عقدته صحيفة “ذي ماركر”، لاحقا، قائلا: “لماذا أعجبت بالتغريدة؟ لأنني أعتقد أنه يجب محو قرية حوارة من الوجود”. وأضاف حينها أن “الدولة هي التي يجب أن تمحو حوارة”.
ووفقًا للموقع الإلكتروني forward، كان “من المفترض أن يشارك مسؤولون يهود رفيعو المستوى في إدارة بايدن في المؤتمر، وإلقاء خطاب فيه، لكنهم ألغوا مشاركتهم لأن سموتريتش سيشارك أيضًا”، وذلك بسبب تصريحاته الداعية إلى “محو” حوارة، بحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مساء اليوم، عبر موقعها الإلكتروني (“واينت”).
وأشار “واينت” إلى أن حركةَ احتجاجية للإسرائيليين في الولايات المتحدة، تُسمى UnXeptable، ستُنظم مظاهرة خارج مكان انعقاد المؤتمر، حيث سيلقي سموتريتش كلمته في واشنطن في 12 آذار/ مارس الجاري.
لقاؤه بمسؤولين فرنسيين محلّ شكّ
ولفت تقرير “واينت” إلى أن سموتريتش من المفترض أن يتوجه إلى فرنسا، قادما من مؤتمر لوزراء المالية، سيُعقد في بنما، وذلك بعد زيارته للولايات المتحدة. وذكر أنه يتوقع أن يتوجه سموتريتش إلى باريس في 19 آذار/ مارس، للمشاركة كضيف شرف في حدث ينظمه “كيرن كييمت ليسرائيل” (الصندوق الدائم لإسرائيل – “كاكال”).
وتسبب الوصول المرتقب لسموتريتش لباريس، في “إثارة ضجة في الجالية اليهودية في فرنسا”، وفق التقرير الذي أكد أنه “ليس من الواضح ما إذا كان الوزير سيعقد اجتماعات مع المسؤولين (الفرنسيين) خلال الزيارة”.
وذكر أنه “لم يتم تحديد مثل هذه الاجتماعات له حتى الآن”، مشيرا إلى أن مكتب سموتريتش قال إن “جداول السفر مرنة، ولم يتم إتمامها بعد”.
في السياق، نقل التقرير عن المؤرخ السابق للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية (CRIF)، مارك كنوبل، قوله: “أنا لا أحب أيديولوجية هذا الوزير (سموتريتش)، إنها خطيرة. الشيء نفسه مع (وزير الأمن القومي الإسرائيلي) إيتمار بن غفير. إنهما خطران على دولة إسرائيل، ولا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لمثل هذا الشخص المتطرف، لزيارة باريس”.
وأضاف: “لست متأكدًا من أن جميع رؤساء الجالية اليهودية يوافقون على وصوله إلى العاصمة، وأنهم يوافقون على ما يقوله. ربما يتعين على بعضهم مقابلته، لأن هذا هو البروتوكول، لكنني لست متأكدًا من رغبتهم في ذلك”.
وقال: “أنا أحب إسرائيل. أنا صهيوني. ليس الأمر مجرّد تمثيل سياسي. أعتقد أن بن غفير وسموتريتش يشكّلان خطورة على الديمقراطية الإسرائيلية. تصريح سموتريش بعد أعمال الشغب في حوارة خطير للغاية، وليس من المستغرب أن واشنطن لا تريد مقابلته”.
وعَدّ كنوبل أن التطرف خطير بالنسبة لإسرائيل. ماذا تريد أن تكون دولة ديمقراطية أو دولة استبدادية؟ إسرائيل هي دولة لكل الإسرائيليين، ولا يمكنك التمييز بين اليهود والعرب، وحان الوقت لمحاولة صنع السلام مع الفلسطينيين. هذا سؤال يتعلق ببقاء إسرائيل. هذا ليس وقت التطرف”.
عرب48