أكد الرئيس السابق للدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، زوهار بالتي، أن رئيس الحكومة في حينها، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن حينها، إيهود باراك، اعتزما بشكل حقيقي شن هجوم عسكري ضد منشآت نووية إيرانية. وقال إنه “رأيت باراك ونتنياهو، في العام 2012، وكان هذا أحد الأمور الأخطر التي لا مثيل لها. وكنا جالسون في الغرفة عندما حدث ذلك”، وفق ما نقل عنه موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني اليوم، الخميس.
وقال بالتي، الذي كان حينها رئيسا لمديرية الاستخبارات في الموساد، إن “2012 هي سنة الحدث الكبير، القصة الحقيقية. ولا مجال للمقارنة مع السنوات الأولى للخلاف (في إسرائيل حول مهاجمة إيران). ففي ربيع – صيف 2012 وصلت الاستعدادات العملياتية إلى أوجها. وحسب فهمي للأمر، نتنياهو وباراك اعتزما فعلا شن هجوم. فعندما يأمران الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لهجوم خلال 16 يوما، وعندما يعيدون طائرات تزويد الوقود التابعة لسلاح الجو بعد صيانة طويلة المدى، فهذه حالة طوارئ. ورفع سلاح الجو جميع طائراته إلى السماء من أجل الاستعداد. وجرى خلال هذه الفترة تحمل مخاطر كثيرة”.
واستبعد بالتي أن تكون هذه الاستعدادات مجرد مناورة من جانب نتنياهو وباراك. “هل كانا يخدعان رئيس أركان الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وقائد سلاح الجو؟ ماذ ربحا من ذلك؟ هل نفذا حملة احتيال على حساب رئيس أركان الجيش؟ لست مقتنعا بذلك. وهناك نقاش دائر بين الأشخاص الذين كانوا ضالعين في هذا الموضوع حتى اليوم، حول ما إذا كانا عازمان حقا (على شن هجوم). وأنا مصرّ على موقفي أنهما كان عازمان”.
وترددت تقارير في حينه بأن جميع القادة الأمنيين الإسرائيليين عارضت هجوما ضد إيران. وبحلول خريف العام 2012 بدأت تظهر تصدعات أولية بين نتنياهو وباراك. وغيّر باراك رأيه حيال الهجوم تدريجيا، استنادا إلى توقعات خبراء في سلاح الجو، أفادت بأن هجوما إسرائيليا سيعرقل البرنامج النووي الإيراني لسنة ونصف السنة في الحد الأقصى. كذلك عارضت الولايات المتحدة هجوما كهذا.
وأنهى بالتي مهامه كرئيس للدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن لمدة خمس سنوات، الاسبوع الحالي. وشارك خلال ذلك في وضع السياسة الإسرائيلية ضد النووي الإيراني، واصطدم مع المسؤولين الإسرائيليين الذين يؤيدون الهجوم. وقال إن “قراري بأن أكون جزءا من السور المنيع الذي عارض مهاجمة المنشآت النووية في إيران في العام 2012، ينبع قسم منه من دروسي من مسألة البقاء في لبنان”.
وأضاف أنه “كنت أبدأ أي تقرير استخباراتي أمام المستوى السياسي بالتأكيد على أن الإيرانيين لا يبنون قنبلة نووية. وكان يجن جنون نتنياهو وباراك بسبب ذلك. لماذا كنت أبدأ بهذا التأكيد، الذي كان يستند إلى معلومات صلبة؟ لأنه إذا لم يبدأوا ببناء قنبلة، فإن الهجوم ليس ملحا”.
وبحسب بالتي، فإن “ما سرّع التقدم الأميركي نحو اتفاق مرحلي مع إيران، في العام 2013، وإلى الاتفاق النووي بعد سنتين، كان جزءا من أدائنا. فقد أنشأنا شعورا بإلحاحية معينة لديهم بسبب التهديدات بشن هجوم، وهذا ما دفع إدارة أوباما إلى إنشاء قناة مفاوضات خلفية، وسرية، مع إيران. وبعد سنة جرى التوقيع على الاتفاق المرحلي وأزيل الهجوم عن الأجندة”.