زار مسؤول إسرائيلي العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد أمني لمناقشة الجهود الإنسانية التي تبذلها إسرائيل ومصر والولايات المتحدة حول الترتيبات الأمنية في محور فيلادلفيا.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن منسق العمليات الحكومية اللواء غسان عليان توجه على رأس وفد أمني إلى القاهرة، بهدف مناقشة الجهود الإنسانية في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية في محور فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية، بالإضافة إلى صفقة تبادل للأسرى محتملة.
وقالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني 2024، إن وفداً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة ضمن جهود إعادة إحياء محادثات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك حسبما قال مسؤولون مصريون.
وصل الوفد القادم من إسرائيل إلى العاصمة المصرية في وقت متأخر من الإثنين 8 يناير/كانون الثاني، بعد أسابيع من توقف المفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى. وأوضح المسؤولون المصريون أن المحادثات الجديدة، التي يقودها وسطاء مصريون، تستهدف تحرير الرهائن الذين لا يزالون في غزة، مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وأوضحت الصحيفة أن متحدثاً باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التعليق على الأمر.
بموجب مقترح تقدمت به حركة حماس قبل استشهاد القيادي بحركة حماس صالح العاروري، قالت الحركة إنها مستعدة لتحرير 40 أسيراً إسرائيلياً لديها بصورة تدريجية مقابل تحرير ثلاثة أضعاف هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك حسبما قال المسؤولون المصريون وسوف تطلق حركة حماس أسيراً واحداً يومياً بموجب المقترح.
وفي المقابل، سوف يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من قطاع غزة والسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة، وهي مطالب لا يرجح أن توافق عليها إسرائيل.
في المقابل وحسب الصحيفة الامريكية، استبعدت حركة حماس إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها في غزة، إلا إذا جرى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وذلك حسبما أضاف المسؤولون المصريون.
وقد أبلغ المسؤولون الإسرائيليون الوسطاء المصريين والقطريين بأن مطالب حماس كانت غير واقعية، مضيفين أن كلا البلدين يحتاج أن يضغط على الحركة من أجل التوصل إلى مقترح أكثر قبولاً. فيما قال المسؤولون المصريون إن إسرائيل أشارت سابقاً إلى أنها على استعداد لقبول وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تتفاوض مع مصر لتشديد المراقبة في محور فيلادلفيا بدعوى منع حركة “حماس” من بناء المزيد من الأنفاق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين لم تكشف هوياتهم القول إن إسرائيل طلبت من مصر تركيب أجهزة استشعار على طول محور “ممر” فيلادلفيا.
وقال المسؤولون إن إسرائيل التي كانت تسيطر على الممر سابقا، طلبت أيضا أن يتم إخطارها بشكل مباشر إذا تم تشغيل أجهزة الاستشعار، ومنحها الحق في إرسال طائرات استطلاع بدون طيار إذا تم تشغيلها، حتى يتم تنبيهها في حال حاولت حركة “حماس” إعادة تشييد أنفاقها وممرات تهريب الأسلحة، عقب انتهاء هذه الحرب.
ونفى مصدر مصري مسؤول في حديث لقناة “القاهرة الإخبارية”، ما زعمته تقارير إعلامية عن “تعاون مصري إسرائيلي في مسألة نشر أجهزة مراقبة واستشعار على محور فيلادلفيا”.
وكانت قد ذكرت قناة i24NEWS الإسرائيلية في وقت سابق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر خلال الأسابيع الأخيرة تصريحاته حول أهمية السيطرة الإسرائيلية على المحور، وآخرها كان المؤتمر الصحفي نهاية العام الماضي حيث قال: “محور فيلادلفيا يجب أن يكون بأيدينا ويجب إغلاقه. والواضح أن كل ترتيب آخر لن يؤمن ما نريد”.
ومحور فيلادلفيا أو ما يعرف بصلاح الدين يوازي للحدود بين مصر والقطاع بطول 14 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى معبر كرم أبو سالم شرقا. وفرض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل منذ عام 1979 قيودا على انسحاب القوات العسكرية من جانبي المحور.