وسط قلق دولي إزاء التهديدات الحوثية باستهداف الشركات النفطية والتجارية وخطوط الملاحة الدولية بعد إحباط المليشيا بدعم إيراني لجهود تمديد الهدنة، تواصل الحكومة اليمنية السماح باستمرار الرحلات التجارية بين مطار صنعاء والعاصمة الأردنية عمان مع السماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة رغم انتهاء الهدنة.
وعزا مصدر يمني مسؤول لـ«» استمرار تنفيذ بنود الهدنة رغم رفض المليشيا لها إلى حرص الحكومة الشرعية على تقديم التسهيلات الإنسانية للشعب اليمني في مناطق سيطرة الحوثي، لافتا إلى أن كل من هم في مناطق الحوثي يمنيون، والحكومة مسؤولة عنهم، واصفا جماعة الحوثي بـ«العصابة» التي تدين بالولاء لإيران وتعمل على تنفيذ مخططاتها ومنها تجويع وإبادة الشعب واستغلال معاناته الإنسانية لأهداف إرهابية.
من جهته، طالب وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك المجتمع الدولي باتخاذ مواقف واضحة واعتماد مقاربة جديدة في التعامل مع المشهد السياسي في بلاده، وفي التعاطي مع التدخل الإيراني، مشددا على ضرورة إدراج مليشيا الحوثي جماعة إرهابية.
وجدد التأكيد على أن اليمن تدعم أي جهد يقود للسلام المستدام والشامل القائم على المرجعيات الأساسية والقرارات الدولية، لافتا إلى أن التحالف العربي يسعى لتوفير كل الظروف الممكنة لتحقيق السلام والجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن هناك طرفا واحدا يفوت في كل مرة الفرص على الشعب اليمني، مندداً بتفضيل الحوثي مصالحه الذاتية ومصالح إيران على مصلحة اليمنيين.
وقال ابن مبارك في ندوة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط، أمس (الثلاثاء): حين كان العالم أجمع يرعى الحوار اليمني، كانت طهران ترسل السفن محملة بالسلاح للحوثي وهي عملية موثقة في التقارير الدولية، كاشفا أنه في كل محطات الحوار التي كنا نقترب فيها من الحل كان لإيران دور في إحباط هذه المشاورات.
فيما وزير الخارجية المغربي إيران يرى بأنها الراعي الرسمي لنشر الإرهاب والانقسامات في العالم العربي مع وجود تواطؤ من بعض الأطراف، مؤكداً أن الرباط تعاني من تدخلات طهران في شؤونها الداخلية.
وكان رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية في اليمن اتهموا الحوثي بإفشال مساعي تمديد الهدنة، مؤكدين أن المطالب المتشددة من قبل الحوثيين لم تسهل مهمة المبعوث الأممي هانس غرندوبرغ لتمديد الهدنة وتطورها إلى وقف فعال لإطلاق النار، ما يمهد الطريق لعملية شاملة تفضي إلى السلام في اليمن.