مساعد وزير الخارجية الأسبق عن المباحثات المصرية الصينية: بكي


12:07 ص


الأحد 06 فبراير 2022

كتب- أسامة علي:

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي للعاصمة الصينية بكين بدعوة من الرئيس الصيني، لحضور افتتاح الأولمبياد الشتوية، معلم جديد في طريق العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، حيث تحرص القيادة الصينية على مشاركة مصر والرئيس السيسي في كافة المناسبات والمحافل ذات القيمة الدولية، منها استضافتها اجتماعات مجموعة العشرين بالإضافة إلى مؤتمرات قمة دول الحزام والطريق وغيرها من المناسبات.

وأضاف حجازي في تصريحات خاصة لـ””، أن ذلك يأتي إدراكًا من الصين لأهمية مصر ومكانتها الاستراتيجية كعامل أمن واستقرار في منطقتين من أهم المناطق الاستراتيجية للصين، وهي المنطقة العربية بكل ما تعنيه من دعم لملف أمن الطاقة، وأفريقيا بموارها والتي استطاعت الصين أن يكون لها فيها استثمارات كبرى، حيث إن مصر تعد أحد ركائز دعم الاستقرار في المنطقتين.

وأشار حجازي إلى أن علاقات مصر بالصين، علاقات تاريخية منذ منتصف الخمسينيات، عندما اتخذت مصر قرارها بالاعتراف بجمهورية الصين الشعبية لتفتح بذلك نطاقًا لبكين تحتل منه مقعدها الدائم في الأمم المتحدة خلفًا لتايوان، ومنذ ذلك التاريخ تكن الصين لمصر قدرًا عاليًا من الدعم والمساندة والتقدير، بالإضافة إلى أن الصين كانت سندًا لمصر في الحصول على القدرات العسكرية عندما التقى الزعيم الصيني شون لاي بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مؤتمر باندونج ودعا روسيا “الاتحاد السوفيتي وقتها” لدعم ناصر ومنذ ذلك التاريخ والصين حليف استراتيجي لمصر.

وتابع: “نحن نتحدث عن تعاون اقتصادي وتنموي بين البلدين يصل لنحو 15 مليار دولار، وتضل استثمارات الصين في العاصمة الإدارية إلى 20 مليار دولار من خلال الإنشاءات الضخمة التي تنفذها الشركات الصينية في حي المال والأعمال والبرج الأيقوني الشاهق، إضافة إلى استثمارات الصين في منطقة “تيدا” المنطقة الصناعية الصينية في شمال غرب خليج السويس والتي تفتح آفاق التعاون الاقتصادي من خلال نشاط نحو 80 شركة صينية، وفتح الأبواب أمام 3000 عامل المصري.

وأضاف حجازي: “لاتزال العلاقات الصينية المصرية تمتد إلى الإطر الجيواستراتيجية حيث تمثل قناة السويس أحد محاور حركة الطريق الملاحي الذي يربط الصين بالعالم ضمن مبادرة الحزام والطريق، والتي حرصت الصين خلال قمة هذه المبادرة إلى دعوة الرئيس السيسي، بالإضافة إلى العلاقات الأمنية والعسكرية المهمة، حيث تناولت المباحثات الصينية غالبًا كافة جوانب العلاقات ودعمها وتعزيزها خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية لاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي من ضغوط نتيجة جائحة كورونا وأزمة سلاسل التوريد، لكن تظل الصين سندًا وداعمًا لمصر رغم كل الظروف، وكان منها مؤخرًا صناعة لقاحات فيروس كورونا”.

وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن مصر حريصة على التواصل مع الصين بشأن عدد من القضايا الإقليمية، منها قضية سد النهضة التي يمكن لبكين تلعب فيها دورًا مهمًا ومحوريًا، من خلال تأثيرها وعلاقتها الاستراتيجية مع كافة الأطراف سواء مصر أو إثيوبيا أو السودان، والصين تملك أن تقدم لتلك الأزمة حلًا مهمًا، من خلال تقديم مشروع تنموي عملاق بين البلدان الثلاث وربط بري وسككي، بينهم، بالإضافة إلى تنظيم التصرفات والربط الكهربائي وتصدير الكهرباء.