أشارت تقارير إسرائيلية، إلى “تقدم” في المساعي الرامية لدخول إسرائيل إلى برنامج الإعفاء التأشيرة لدخول الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في ظل “نجاح” المرحلة الأولى من برنامج تجريبي لدخول الفلسطينيين الذي يحملون الجنسية الأميركية إلى إسرائيل عبر المطار والمعابر الحدودية.
وفي هذه المرحلة تستثني إسرائيل الفلسطينيين الغزيين من حاملي الجنسية الأميركية من البرنامج، علما بأن الولايات المتحدة تطالب إسرائيل قبول دخول جميع الأميركيين بما في ذلك أولئك الذين من أصل فلسطيني، بدون معاملة تمييزية كشرط لقبولها في برنامج الإعفاء من التأشيرة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أنهم “ينظرون بشكل إيجابي إلى سير البرنامج التجريبي الذي يسمح بدخول الفلسطينيين الأميركيين”، وهو أحد الشروط الرئيسية التي حددتها الإدارة الأمريكية من أجل إدراج إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة.
وبحسب البيانات الخاصة بالدخول إلى إسرائيل التي أوردتها “كان 11″، حصل أكثر من 6,800 فلسطيني أميركي على تصريح لدخول إسرائيل خلال الفترة التجريبية التي انطلقت في 20 تموز/ يوليو الماضي؛ وأوضحت أنه منذ بدء تطبيق البرنامج التجريبي وحتى منتصف الأسبوع الجاري وافقت السلطات الإسرائيلي على إصدار 6,794 تصريح.
وأفادت القناة الرسمية الإسرائيلية بأن الغالبية المطلقة من التصاريح تم منحها لفلسطينيين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، وليس لفلسطينيين قادمين من الولايات المتحدة. وأوضحت المرحلة الأخيرة من البرنامج التجريبي ستبدأ نهاية الشهر الجاري، وستشمل الفلسطينيين الأميركيين من قطاع غزة.
ولفتت القناة إلى أن هذه المرحلة تعتبرها أجهزة الأمن الإسرائيلية وفي مقدمتها الشاباك، أكثر المراحل تعقيدا، علما بأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه يعيش ما بين 500 و600 فلسطيني – أميركي في قطاع غزة؛ ويجري فحص تقدم البرنامج بواسطة مراقبين أميركيين وصلوا إسرائيل قبل أيام تحت غطاء من السرية.
وفي هذه الأثناء، يطالب حاملو جوازات السفر الأميركية، الذين لديهم وثائق فلسطينية ولهم أسر في غزة، واشنطن بضمان معاملتهم على قدم المساواة بموجب اتفاق للمعاملة بالمثل مع إسرائيل يهدف إلى تأمين السفر بدون تأشيرة للمواطنين الأميركيين والإسرائيليين.
ويدعى المسؤولون في إسرائيل، التي أمامها مهلة حتى 30 أيلول/ سبتمبر لكي يحصل مواطنيها على حق دخول الولايات المتحدة بدون تأشيرة، أنها خففت إجراءات الدخول عبر مطارها الرئيسي (بن غوريون) وعلى حدود الضفة الغربية المحتلة بالنسبة للأميركيين من أصل فلسطيني، مما سمح لأكثر من 2,000 شخص بدخول إسرائيل أو العبور من خلالها.
وشدد مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية على أن برنامج الإعفاء من التأشيرة يجب أن ينطبق على جميع المواطنين الأميركيين، بمن فيهم أولئك الموجودون في غزة، لكن عددا من الأميركيين من أصول فلسطينية يحملون أوراق هوية من غزة قالوا إنهم مُنعوا من دخول إسرائيل.
وقال هاني المدهون وهو فلسطيني أميركي يزور غزة، “باعتباري فلسطينيا يحمل بطاقة هوية في غزة شعرت بإحباط بسبب المعاملة التمييزية ضد من هم في نفس وضعي. نحن مستبعدون على وجه التحديد من الاستفادة من هذا البرنامج”، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”.
وتجعل القيود الصارمة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلية على الفلسطينيين، تأهلها للانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة، بمثابة اختبار لحكومة بنيامين نتنياهو، والتي يتعين عليها أن تُظهر أنها تعامل جميع حاملي جوازات السفر الأميركية دون تفرقة، بغض النظر عن أي جنسية أخرى ربما يحملونها.
وقال المدهون، وهو جالس في منزل عائلته في بلدة بيت لاهيا في شمال غزة، إن السلطات رفضت طلبه العودة عبر مطار بن غوريون إلى نورثرن فيرجينيا، حيث يعيش مع زوجته وابنتيه المولودتين في الولايات المتحدة. وقال: “من وجهة نظري كمواطن أميركي أعتقد أننا يجب أن نحصل على هذه المزايا لأن الإسرائيليين الآن، حتى أولئك الذين يعيشون في مستوطنات غير قانونية، يستطيعون القدوم إلى أميركا دون مضايقات”.
وقالت “وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (المحتلة)”، على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، إن المواطنين الأميركيين فقط الذين يحملون بطاقة هوية فلسطينية والمسجلين في “منطقة يهودا والسامرة”، وهو مصطلح توراتي تستخدمه الإدارة الإسرائيلية للإشارة إلى الضفة الغربية المحتلة، قد يتمكنون من الدخول من خلال أي من المعابر الحدودية الدولية.
وأضافت الوحدة أن هذا لا ينطبق على معبر “إريز” (بيت حانون) مع غزة.
وقال محام فلسطيني أميركي تعود أصوله لغزة إن السلطات الإسرائيلية منعته من الدخول في مطار بن غوريون، مما اضطره للعودة إلى دبي، رغم أنه حصل على تأكيدات من خلال السفارة الإسرائيلية في دبي بالسماح له بالسفر جوا إلى إسرائيل رغم أنه يحمل أوراق هوية من غزة.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” إنه “من المؤسف أن هذا يكشف في الواقع استمرار إسرائيل في التمييز بصورة متعمدة والحط من شأن المواطنين الأمريكيين الفلسطينيين”.